بقلم: أمل الطريبق.
من القضايا التي تستأثر باهتمام النساء المغربيات، وتنال حظا من تفكيرهن وابداعاتهن المختلفة قضية المرأة في الإعلام.
ولايمكن الإحاطة بالموضوع دون إبراز الصورة التي رسمتها لها وسائل الإعلام وحددت معالمها السلبية والنمطية، تعكسها بوضوح تلك الومضات الإعلامية، حيث تحصرها في عرض مساحيق التجميل، وآخر صيحات الأزياء والترويج لوسائل التطهير والنظافة والمنتوجات الغذائية، كما تظهر في صورة المرأة المعنفة من طرف الآخر المهيمن عليها داخل الأسرة كالأب اوالأخ اوالزوج، أو من طرف مشغلها في الشركات والمعامل والضيعات الفلاحية.
وفي أحسن الأحوال تظهر في صورة المرأة المكافحة التي تعول أسرتها، إذ غالبا مايتخلى رب الأسرة عن مسؤوليته مما يجعل الزوجة تقوم بمهمة مزدوجة، الأمر الذي يزيد في معاناتها.
ومما يغيظ المجتمع ويحرجه تلك الصورة التي تظهر بها المرأة المغربية أحيانا في الإعلام العربي (المصري /الكويتي) كقنية للذة اومشعوذة، وهي صورة منافية تماما لحقيقة المرأة المغربية التي تمثل نموذجا يحتذى به في مجال الفكر والإبداع والثقافة والالتزام والمسؤولية.
ففي العقدين الأخيرين اثبتت المرأة المغربية جدارتها وعلو كعبها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية، فعلى الإعلام مواكبة هذه الصورة المشرقة الناصعة البياض باستحضار أدوار المغربيات الرائدة في مجالات تخصصهن لتستفيذ منها الأجيال الصاعدة.
ومن الصور الجديرة بوضعها تحت الأضواء الكاشفة صورة المجاهدة المنخرطة في الحركة الوطنية المناهضة للمستعمر والمطالبة بالحرية والاستقلال كفاطمة اعزايز الشهيرة بفاما في شمال المغرب، والمجاهدة مليكة الفاسي التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال كامرأة وحيدة ضمن صفوة من الوطنيين الخلص.
والمرأة المغربية رائدة في كل المجالات ويكفي أن نستحضرالشهيدة ثريا الشاوي كأول ربان طائرة ليس في المغرب فقط، وإنما في أفريقيا.
ولاستشراف الغد الأفضل للإعلام وعلاقته بالمرأة يجب توفر إرادة حقيقية للنهوض بوضعية المرأة المغربية عموما، ولاسيما في وسائل الإعلام تفعيلا لدستور المملكة 2011الذي ينص على المساواة بين الجنسين. فمثلا نلاحظ نذرة النساء المشاركات في البرامج الحوارية مع مناقشة مواضيع لا تتطلب تاويلا وتحليلا عميقا يراعى خبرة الضيف وكفاءته إضافة إلى منحهن مدة زمنية أقل من إخوانهن الرجال.
نفس الحيف يطال المرأة المغربية في المناهج والمقررات الدراسية، إذ تكاد تغيب أسماء المبدعات ونصوصهن.
وايضا على الإعلام (السينما، والتليفزيون) عرض نمادج مشرفة للمرأة المغربية من أجل العظة والاعتبار وربط الماضي بالحاضر.
ويجب تأهيل النساء العاملات في قطاع الإعلام بالتكوين المستمر وتمكينهن من الوسائل التكنولوجية للاظطلاع بمهامهن باحترافية وبمهنية.
كما أن على الهيئةالعليا للسمعي البصري، وكل المؤسسات ذات الصلة التحلي باليقظة تجاه كل مايسئ الي المرأة ويخدش حياء المجتمع. ونثمن بعض القرارات الصادرة عن الهاكا بتوقيف بعض البرامج التلفزية والإذاعية التي نالت من كرامة المرأة.
وختاما، ادعو كل القوى الحية ببلادنا الي الإسهام في تحسين صورة المرأة المغربية التي تعتبر نمودجا يحتذى به داخل المغرب وخارجه.