يوسف خليل السباعي
عندما نظر “مجنون اللوحات!” إلى لوحة تصور خيالات نساء إفريقيات، بعد تسلله كلص إلى القاعة العجيبة الفارغة، أعجبته واحدة كانت مصبوغة باللون الأحمر؛ أراد أن يقطفها متوهما أنها زهرة؛ حاول اقتلاعها، فلم تقتلع!
ماذا فعل؟!… أراد تمزيق اللوحة، ولكن اللوحة مصبوغة بالألوان، وليست ورقة رسم!
احتار ” مجنون اللوحات!” في أمر اللوحة الثابتة بشكل صارم. إنه أصبح متيما بخيال المرأة الإفريقية المصبوغ باللون الأحمر، ويريد أن يأخذه معه، بكل قوة. ولكن الخيال عنيد، ولايريد أن يخرج من اللوحة.
كان يوجد سكين منسي يقطعون به الحبال على كرسي مغبر، أخذه ” مجنون اللوحات!” وشرع، برغم خباله، يقطع به خيال المرأة، قائما بمهارة فنان، بفصلها عن خيالات رفيقاتها النساء، ثم وضعها في جيب سرواله الأسود المغبر والممزق، وخرج من القاعة العجيبة!
عندما جاء الفنان صاحب اللوحة، صحبة المدعوين وجد لوحته مشوهة، وممزقة، وخيال المرأة غير موجود، جن جنونه، وبدأ ينتف شعره الطويل، ويندب حظه كالنائحات الباكيات، ثم سقط على الكرسي المغبر ودخل في غيبوبة.
لقد كان خيال تلك المرأة الإفريقية المصبوغ باللون الأحمر هو (“حظ”) اللوحة، لغزها، وسرها!