“الشعبوية” ليست “كفاءة”

بقلم: مصطفى بودغية

قرأت عن أحدهم ..وهو معروف بخفته الزائدة في الساحة السياسية..ويعتبر نفسه “قياديا” و”دكتور” خريج “الحقوق” مؤخرا وعين “أستاذا” مباشرة بقدرة قادر في إحدى كليات الحقوق.. ناقلا عن “قيادية” معروفة يحلو له “تمجيدها” أسوة بأسلوب العرب في “تمجيد” وحتى “تقديس” زعمائهم..قرأت ما يلي (الكفاءات الحقيقية هي التي ستسمع “في بلادي ظلموني” !..في إطار “بوليميك كسر العظام” داخل حزبها الذي تعتبره تنظيمها السياسي دون منازع..ويشاركها في هذه “المجزرة الحزبية” أخونا صاحب “الخفة الزائدة”..في حفل “عشائري” خالص..وسط سيل من “المغالطات”.. للتغطية على “قرصنة” الحزب والاستحواذ على “رصيده” القاعدي النسبي عبر “تهييج” الشباب المنخرطين الجدد.. والتضحية بالقوانين والمساطر التي تعتبر العمود الفقري للنسق الحزبي كمؤسسة حداثية عقلانية..
ونحن مهما تأملنا تلك القولة فلن نخرج بأي تعريف أكاديمي معقول لـمفهوم “الكفاءة”..ما دام جل الشعب المغربي سمع صرخة تلك “الأغنية” التي خرجت من أحد ملاعب “الدار البيضاء” وسيسمع دون شك صرخات أخرى..وكل من يسمع صرخات التظلم سيزداد غضبا بكل تأكيد..لكنه لن يزداد “كفاءة” لأن الإحساس لا يولد “المعرفة” و”الخبرة” التي مصدرها دون شك هو “العقل” و”التفكير”..ومادامت “الكفاءة” أيضا لا تتحدد إلا في “مجال محدد” ولكل مجال كفاءاته سواء كان مهنيا أو نظريا أو تنظيميا أو سياسيا أو معرفيا..أو غيرها من المجالات التي يصعب حصرها..
لكن ماذا يمكننا أن نستخلص من القول إن “الكفاءات الحقيقية هي التي ستسمع “في بلادي ظلموني” ؟..قد نستخلص شيئا واحدا..هو بالتحديد الفرق الشاسع بين التعريف الأكاديمي المعرفي لـ”الكفاءة” والتعبير “الشعبوي” لها في إطار “البرباغندا الرخيصة..الفرق بين من يبيع “الوهم” للمغاربة عبر الكلام الانفعالي المتشنج.. وبين من يقدم لهم “المعطيات” و”المعرفة” ليتسلحوا بها في دفاعهم عن أنفسهم وفي صراعهم ضد التخلف والاستبداد.. وليتمكنوا من القطع النهائي والحاسم أيضا مع فكرة “المنقذ” و”المخلص” الوهمية ذات الخلفية التقليدية..التي تقبع وراء خطابات المرضى بالزعامة والقيادة..المعتمدة الأسلوب التقليدي في التعبئة الذي تلخصه عبارة “تبعوني..”..

Loading...