مجلس جماعي جديد لتدبير تطوان

انتهت انتخابات 8 شتمبر، التي جمعت هذه المرة بين الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية،  مفرزة نتائج غيرت من الخريطة السياسية سواء على الصعيد الوطني أو المحلي، حيث تقدمت أحزاب وتراجعت أخرى.

وعلى إثر هذه النتائج تتسارع عملية تشكيل مجالس الجماعات، التي تتباين مكوناتها الحزبية من جماعة إلى أخرى، وهكذا شكلت مجالس من ثلاثة أحزاب فيما بعض المجالس تجاوزت تلاوينها السياسية عشرة أحزاب، ما دامت أنها تضع من أولوياتها أغلبية مريحة، تساعدها على إنجاز برامجها…

على أي فتشكيل هذه المجالس يخضع بالدرجة الأولى للبحث عن تكوين مكاتب متجانسة حتى تتمكن من إنجاز ما قدمته من مخططات وهي تقوم بدعاياتها الانتخابية.

مدينة تطوان ومنذ ظهور نتائج اقتراع 8 شتمبر، لم تتأخر ثمانية أحزاب في إصداربلاغ للرأي العام، تخبر فيه المواطن من أنها شكلت تحالفا بهدف ترسيخ آليات الاشتغال الديمقارطي، كما أن  الهدف الرئيسي  من تشكيل هذا الائتلاف في حقيقة الأمر، التي سيناط بها أمر السهر على تدبير الشأن المحلي هو أن يكون المجلس متراص  الصفوف ومتجانسا مما يعني أنه له نظرة مشتركة في تنمية المدينة، وله قواسم مشتركة في العمل…

من حق الأحزاب السياسية أن تكون لها حساباتها وقراءاتها الخاصة للمشهد السياسي ما دامت قبل يوم الاقتراع قدمت للناخبين برامجها ومشاريعها من أجل استقطاب أكبر عدد من الأصوات، ومن حق المواطن أن يتابع هذه المبادرات، خاصة وأن صوته هو الذي أوصل هذه الأحزاب إلى سدة التدبير.

وبعيدا عن هذه الحسابات، التي تتباين حرارتها من مجلس لآخر، يكون فيها المستشارون الجماعيون المحور الأساسي من أجل الفوز بأكبر عدد من مقاعد المسؤولية والسهر على تحمل تدبير اللجان، لاسيما إذا كان الحزب الذي ينتمون إليه يأتي في الصدارة، فيما تستفيد الجهة المعارضة من لجنة واحدة.

إن  دور المستشار الجماعي في أي مدينة ليس بخفي، فمسؤوليته واضحة في تحسين خدمات النقل وتطوير البنيات التحتية، وتقوية القطاع الاقتصادي والاجتماعي والصحي إلى غير ذلك من المهام، التي تتباين قيمتها، ثم إن هذا المستشار يستمد قوته من صوت المواطن، الذي اقتنع ببرامج الأحزاب قبل أن يقتنع بشخصية المستشار، ما دامت المجالس تتشكل من أحزاب سياسية، حيث كل حزب له رؤياه الخاصة في النهوض بمدينته، كما أن عمل أي مجلس جماعي من تجلياته الكبرى أنه يرسخ سياسة القرب عبر تواصله المتواصل مع المواطن.

صفوة الكلام، ستدخل مدينة تطوان مرحلة جديدة من التسيير بعد أن تحملت أحزاب سياسية جديدة لتسيير شؤونها، فهناك وجوه لها تجربة في هذا المجال، فيما هناك وجوه ستلج عالم التسيير لأول مرة، وهذا ما قد يعطي للمكتب الجديد بعدا بناء وشحنة مثمرة في أن يرتقي عمله إلى ما يرغب المواطن في أن يلمسه على أرض الواقع، حيث سينتظر الكل ما قدمته الأحزاب من وعود في حملتها الانتخابية، وما سينجز على أرض الواقع.

إن المكتب الجماعي المنتخب سيسهر على شؤون المدينة لمدة خمس سنوات، مدة كفيلة بأن يقيم المواطن عمله، من خلال ما حقق وما لم يحقق، فهذه المدة هي بمثابة امتحان سيمر به المجلس الجديد، ومن ثم فلكل مواطن رأي حين تنتهي مدة ولاية المكتب الجماعي، وهذا من حسنات صناديق الاقتراع، التي تجازي من أن اجتهد وبنى، وتعاقب من أخل بوعوده،  وإن كان البناء عادة ليست طرقه مفروشة بالورود، لكن ما دام هناك تعاقد بين هذه  الأحزاب،  التي انبثق منها المجلس، فإن ذلك قد يخفف من الصعوبات، التي نسمع عنها من حين لآخر أثناء فترة التدبير.

Loading...