المعارضة بناء وليس هدم!

يوسف خليل السباعي

في الجماعات المنتخبة بتطوان ومرتيل والمضيق الفنيدق هناك، بدهيا، مايسمى بالمعارضة.
بالطبع، من حق المعارضة أن يكون لها دور في البناء وليس في الهدم.
وإذن، على من يقوم بدور المعارضة، أن يتقن هذا الدور بشكل موضوعي وحقيقي، وليس بشكل تمثيلي وبكسر العكاز على خصومه.
إذا أردنا أن نتخيل معارضة حقيقية وفعالة داخل هذه الجماعات، فإنه ينبغي فتح نقاش فعلي حولها، بمعنى أن يجعل المرء من المعارضة عاملا للبناء وفي البناء، وفي دعم رؤساء هذه الجماعات لتنبيههم إلى النقائص المجتمعية والاقتصادية والبيئية والعمرانية والثقافية، لا الدخول في صراعات مجانية وطرح موضوعات وقضايا وملفات يكون فيها الكلام المسطح والبروباكاندا والفبركة ومحاولة التعجيز والتنقيص من أداء هذه الجماعات ورؤسائها، وهم في بداياتهم التدبيرية.
إن المعارضة ليست بريستيجا ولا أحكاما، وإنما بناء يتم على أطوار. ثم، إنها لاتنبني على الظهور، أو إفحام الخصم، إلا أنها تعمل على تصحيح الأوضاع، وتقويم التدابير الجماعاتية للرؤساء والمكاتب المسيرة.
و الواقع أنه، ومن خلال متابعتي، لاحظت أن المعارضة، أو من حشر فيها برغم أنفه، تزايد، وتحاول أن تهدم ولاتبني، لكونها تنطلق من أحكام مسبقة جاهزة، وليس من استراتيجية تقوي مكانتها.
ثم، من جانب آخر، إن هذه المعارضة ينبغي لها أن تتحرر من النتائج الانتخابية، و لا تتوهم أنها ستعرقل عمل الجماعات بأساليب ماضوية لم تعد تنفع في الوقت الراهن. ذلك أن من يريد أن يدافع عن الصالح العام لاينسى أنه كان في الماضي القريب في الرئاسة أو في الأغلبية.
إن الأغلبية داخل جماعات تطوان ومرتيل والمضيق الفنيدق أغلبية مريحة، و بهذا تمتلك القوة، وتستطيع أن تساند هؤلاء الرؤساء الجدد: مصطفى البكوري، مراد أمنيول، عبد الواحد الشاعر ورضوان النجمي في البناء وخدمة المواطنين والمواطنات بعمالة تطوان وعمالة المضيق الفنيدق.
إن النقد لايعني الهدم، كما قد يفهم البعض، وإنما البناء.
وعلى هذا المنوال، لا يمكن لهذه الجماعات أن تقوم بعملها التنموي إلا في ظل استخدام المعارضة للنقد البناء بعيدا عن المزايدات والصراعات الخاوية وجنون العظمة والابتزاز والاستفزاز، حيث ستخرج من ذلك خالية الوفاض، ولن تنفعها البروباكندا ولا أي شيء آخر.

Loading...