العمل أولا

يوسف خليل السباعي

أن تكون مسؤولا أو منتخبا، في الغرفة والجماعة ومجلس الإقليم والجهة والبرلمان بمجلسيه: النواب والمستشارين وفي الحكومة أن يكون الجوهري بالنسبة إليك ليس الاجتماعات والصور فقط، وإنما العمل أولا. بمعنى تحويل الكلام والخطاب والوعود إلى عمل، وأن يكون العمل أولا. هكذا تكتسب المصداقية والحضور والفاعلية.

العمل أولا يقتضي استبعاد مايطلق عليه: المصلحة الذاتية، والإعلاء من قيمة المصلحة العامة.

وإذن، كيف سيتم العمل أولا؟.

سيتم اختزاله بالممارسة، بلمس المواطنات والمواطنين بأن المسؤول والمنتخب صادق في كلامه وفي واقعية عمله. لا يتعلق الأمر بالانتقال من ملف إلى ملفات، حيث تتبعثر الملفات، ولايقبض المرء فيها سوى على البخار، وإنما التفرغ لملف له أولوية، ثم الانتقال إلى ملفات أخرى.

لأقرب لكم مثالا: إن رئيس جماعتنا لكي يدبر ملفا من الملفات كما هو حال المنطقة الصناعية بتطوان، وهو ملف له الأولوية لابد له من أن ينظر إلى أسباب ومسببات هذا التخلف الذي تعرفه هذه المنطقة سواء على مستوى البنية التحتية والاستثمار والشروط التي يعمل فيها العمال والعاملات، فضلا عن التركيز على الفاعلين الذين سيقومون بالعمل على هذا الملف وميزانيته ومراقبته، ويكون لرئيس الجماعة الدور الأساسي والفعال في السهر على تتبع العمل ومراقبته شخصيا، فالأمر لايتعلق بتدبير، فقط، وإنما لتفادي أي تلاعب أو نقص أوتهاون أوكسل، وجعل التنمية الترابية هي الأساس، لأن التنمية في ملف كهذا ستوفر الشغل وتحل مشكل البطالة، مع الحفاظ على حقوق العاملات والعمال بالمنطقة الصناعية برغم الشروط القاهرة التي يشتغلون فيها.

العمل أولا، هو ليس شعار كما الشعارات السياسية الحزبية ذات الطبيعة الانتخابية المتكررة، وإنما ما يجعل للكلام مصداقية، والخطاب واقعية، والوعود قيمة جوهرية. إنه يؤسس لنظرة عميقة لتحيين الكلام، وجعل الملف واقعا فعليا، وليس أوراقا مركونة على الرف.

إن كل مسؤول ومنتخب حكومي أو في مجلس ترابي لن تكون له مصداقية إلا بالعمل أولا، غايته هي خدمة الصالح العام، وليس مصلحته الذاتية.

Loading...