تفاجأ تلاميذ مركز تطوان للتقني العالي بإغلاق جميع شعب المركز الذي كان يضم 4 شعب صناعية وخدماتية، والتي من المفروض أن تعمل على تكوين أكثر من 240 طالبا سنويا، هذا في الوقت الذي كانت الآمال معلقة على توسيع مركز التقني العالي بتطوان واحتضان شعب أخرى واستقبال عدد أكبر من الطلبة،  لكن يتم إغلاق المركز، دون سابق إنذار، وحرمان تلاميذ وشباب تطوان من هذا التكوين ومن أزيد من 200 شهادة التقني العالي الوطنية وحرمانهم كذلك من حقهم في تكافؤ الفرص في التكوين والتشغيل على غرار باقي المدن المغربية، هذا وتساءلت مصادر الجريدة عن سبب إغلاق مركز تطوان الذي يوجد بالقرب من طنجة التي تعد القطب الصناعي الثاني للمملكة في حين تم الإبقاء على مراكز أخرى بمدن أصغر لا تتوفر على فرص مماثلة كتلك التي تتوفر عليها مدينة تطوان.
هذا وتعتبر شهادة التقني العالي من الشواهد العليا التي تمنحها وزارة التربية الوطنية لتكوينات ما بعد البكالوريا، فعلى غرار الأقسام التحضيرية للمدارس العليا التي تستغرق الدراسة فيها سنتين بعد البكالوريا، تستغرق الدراسة بأقسام تحضير شهادة التقني العالي سنتين بعد البكالوريا، حيث يتلقى الطلبة تكوينا نظريا وتطبيقيا وتداريب ميدانية في الشركات مما يخول لحامل الشهادة ولوجا سلسا لسوق الشغل أو استكمال الدراسات العليا. وتوجد في المغرب عدة شعب لشهادة التقني العالي موزعة على تراب المملكة وتكون مراكز التكوين، عادة، بالثانويات التقنية على غرار الأقسام التحضيرية.
وأفادت مصادرنا أن مدينة تطوان كانت من المراكز السباقة وطنيا لاحتضان شعب التقني العالي عما يزيد عن 15 سنة من التكوين   الجيد واستقطاب الطلبة من جميع أنحاء المغرب، حيث شكل  مركز تطوان مرجعا وطنيا للتكوين بأقسام شهادة التقني، وذلك بشهادة المسؤولين المركزيين عن هاته الشهادة، وقد كان معظم الأساتذة المشرفين عن التكوين بتطوان أعضاء اللجان الوطنية، والدليل على إشعاع المركز أن الطلبة من تطوان الآن أطر عليا في المناصب التي يشتغلون بها.
واعتبر المستفيدون من هذا المركز أن إغلاقه دون المراكز الأخرى الموجودة ببقية المدن المغربية فيه نوع من التمييز  وسوف يساهم في تعميق أزمة شباب تطوان وحرمانهم من التكوين الجيد، خصوصا في هاته الظروف، التي تشهد معدلات بطالة مرتفعة، وما يترتب عن هذا الإغلاق من مشاكل عميقة وشعور بالتمييز والحرمان من الحق في الشغل، خصوصا مع وجود بنيات مستقبلية صناعية التي من المفروض أن يستفيد منها أبناء وبنات تطوان في ظل عدم حصولهم على شواهد ، لاسيما وأن مركز تطوان للتقني العالي يتوفر على المعدات التطبيقية والتجهيزات وأساتذة مكونين في مختلف التخصصات .
ويرى العديد من المتتبعين لهذا الوضع الذي آل إليه هذا المركز  أن  الخاسر الأكبر هم شباب مدينة تطوان ، حيث سيحرمون من هاته الشواهد الوطنية والإقصاء من التكوينات الجيدة التي تفتح لهم باب الشغل والكرامة، مطالبين بفتح تحقيق في هذه النازلة ومحاسبة كل مسؤول عن القرارات العشوائية التي لا تخدم مصلحة المدينة، التي يحاول البعض إقصاءها من فرص التنمية .