المنتخب المغربي يحقق إنجازا تاريخيا بحجزه مقعدا في المربع الذهبي لكأس العالم ويضرب موعدا مع المنتخب الفرنسي
أنس الحسيسن
حطم المنتخب المغربي دور الربع، الذي كان بمثابة رقم قياسي تحتله القارة الإفريقية من خلال مشاركتها في كأس العالم حين تأهلت منتخبات الكاميرون والسنغال وغانا إلى هذا الدور، غير أن الحال تغير مع نسخة قطر، وأصبح المنتخب الوطني يغرد وحيدا و عاليا وهو يصل إلى المربع الذهبي.
وصول المغرب إلى هذا المحطة جاء عقب تخطيه في دور الربع المنتخب البرتغالي بعد أن فاز عليه بهدف دون رد على أرضية ملعب التمامة، وقعه المهاجم يوسف النصيري قبل نهاية الجولة الأولى. هدف وحيد، استبسل عليه أسود الأطلس رغم أنهم أكملوا المباراة منقوصين، فالهدف رغم يتمه إلا أنه يزن ذهبا بحكم أنه منح المغرب مكانة ضمن الأربعة الأوائل في مونديال قطر.
الفريق الوطني وبتخطيه منتخب البرتغال إحدى الفرق التي تضم أسماء كبيرة أكد أنه هو الآخر جاء إلى دولة قطر ليس من أجل المشاركة، وإنما لتحقيق نتائج تشرف الكرة المغربية والعربية والإفريقية، وبالتالي ليكتب اسمه من ذهب على صفحات كأس العالم.
لقد أظهرت عناصر المنتخب المغربي ورغم بعض الغيابات الإضطرارية في مباراة البرتغال أنها تتأسس على مجموعة تجعل من شعار “روح المجموعة” العنوان البارز لأية مباراة لها، وهو ما أعطى للمغرب مقعدا ضمن الأربعة الكبار، حيث سيلاقي المنتخب الفرنسي، الذي انتصر على المنتخب الإنجليري بهدفين لواحد، وهو الذي فاز بمونديال روسيا لسنة 2018، فالفرنسيون وإن توفروا على مجموعة يحسب لها ألف حساب إلا أن هذا لن يمنع العناصر الوطنية من تقديم صورة جيدة عن مستوى الكرة المغربية، التي أصبحت تحظى بتقدير واحترام من لدن دول شقيقة وصديقة، وهي على دراية تامة بأسلوب لعب المنتخب الفرنسي وبقيمة لاعبيه.
ما هو مؤكد هو أن كتيبة وليد الركراكي ستخوض مباراتها مع المنتخب الفرنسي بكل ثقة وبمعنويات مرتفعة، وهي التي أوقفت منتخبات عملاقة آخرها المنتخب البرتغالي بنجمه كريستيانو رونالدو، الذي دخل المباراة في الدقيقة 50 ، وهو الذي كان يمني النفس بالفوز باللقب العالمي حيث وجد أمامه تركيبة بشرية ترسم طريقة لعبها الخاصة بها، و تقاتل من أجل إعطاء صورة جيدة عن الكرة المغربية، حققت الحلم العربي والإفريقي بتجاوز دور الربع.
إن ما وصل إليه المغرب جعله يحظى باحترام وتقدير من لدن عدة دول موزعة على المعمور، فنتائج المنتخب المغربي تشفع له بأن يتربع على سلم القارة الإفريقية ما دام أنه الممثل الوحيد، الذي بقي حاضرا ضمن كوكبة انطلقت من 32 منتخبا. ولا بد من الإشارة إلى ما يلقاه المنتخب الغربي من دعم من شعوب عربية وإفريقية وإسلامية، يثلج الصدر، وهذا في حد ذاته مفخرة للمغرب، الذي دخل التاريخ الكروي العالمي.
على أي فإن طموح المغرب يبقى مشروعا في تجاوز عقبة المنتخب الفرنسي ليضع قدما له في المباراة النهائية، وهذا الأمر ليس بالمستحيل، وإنما هو ممكن، بحيث إنه في هذه المحطة تبقى الحظوظ متكافئة، فالمجموعة الوطنية قادرة في أن تنقش اسمها خفاقا، وكيف لا، وهي التي أطاحت بمنتخبات عالمية من قيمة بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، التي دخلت بحسابات التنافس على اللقب العالمي لتجد نفسها خارج حسابات الفوز كان من ورائه أسود الأطلس.