المغرب يبتكر تقنيات جديدة لسقي الملاعب الكروية والمساحات الخضراء

سيتم تجهيز ملاعب كرة القدم في العديد من المدن، على رأسها طنجة والرباط ومراكش، بأنظمة معالجة وإعادة استخدام المياه المعالجة لري الملاعب الرياضية والمساحات الخضراء، وذلك بتكلفة قدرت في 1.5 مليون درهم، سيتم قريبا إطلاق الدراسات الفنية لإنجاز هذا المشروع الذي يدخل في إطار الحلول المبتكرة للمغرب من اجل التغلب على مشكل الجفاف وندرة المياه.

إذ يعد مشكل ندرة المياه في المغرب، من بين أبرز التحديات التي تسعى المملكة إلى مواجهتها في ظل شح التساقطات المطرية وخطر الجفاف؛ إذ تعمل الحكومة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في تجاوز الأزمة، تجاوبا مع التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس.

وكان جلالة الملك محمد السادس، دعا في خطاب افتتاح البرلمان، إلى التعجيل بتفعيل المخطط الوطني الجديد للماء، فضلا عن تعزيز سياسة الدولة الإرادية في مجال الماء، وتدارك التأخر الذي يعرفه هذا القطاع.

وتجاوبا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إطلاق مشروع واسع النطاق لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء العمومية وملاعب الغولف في المناطق الحضرية بالرباط وسلا وتمارة والصخيرات، وذلك في أفق تعميم التجربة على باقي الجهات والمدن المغربية.

ويعد مشروع إعادة استخدام المياه العادمة خيارا حاسما لمواجهة التحدي الذي تفرضه قلة الماء بالبلاد، ما استدعى إجراء عملية مقارنة للانفتاح على تجارب دولية شبيهة، والتي أظهرت أن مشروع تعميم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء العمومية بالمناطق الحضرية للرباط وسلا والصخيرات وتمارة، يعد من بين أهم المشاريع في العالم.

وسيمكن هذا المشروع بالأساس من الحفاظ على موارد المياه الطبيعية، وتعزيز إمكانيات المياه العادمة المتوفرة في المنطقة، إضافة إلى التقليل من تدفق التلوث المتبقي الذي يتم تصريفه في البيئات المستقبلة (وادي أبي رقراق نموذجا)، ورفع المعايير البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي المحدثة مسبقا أو التي يتم التخطيط لإحداثها، وذلك من خلال التقليل من الضغط المتزايد على الموارد المائية التقليدية. ومن خلال مواءمة المنطقة مع مبادئ التنمية المستدامة عبر الزيادة في الأداء البيئي واستدامة مشاريع الصرف الصحي.

يشار إلى أن نسبة تغطية نظام إعادة استخدام المياه المعالجة بمدينة الرباط بلغت 94 في المائة، وتم الاتفاق على استخدام المياه غير التقليدية في سقي المساحات الكبيرة، مهما كانت طبيعتها؛ مثل المجمعات الرياضية والجامعات والإدارات وغيرها.

وفي هذا الصدد، قال عبد اللطيف لمحمدي، أستاذ التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، إن المملكة المغربية قطعت أشواطا مهمة في الاعتماد على الموارد المائية غير التقليدية، المتمثلة بالخصوص في المياه العادمة المعالجة ومياه البحر المحلاة.

وأضاف لمحمدي، أنه تم في هذا الإطار إحداث عدة محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر بعدد من مدن المملكة، وذلك للحد من استنزاف المياه الجوفية والمياه الصالحة للشرب.

وأكد، على أهمية “البدائل المائية الأخرى”، ومنها مياه البحر المحلاة التي تخضع لمجموعة من محطات المعالجة كي تكون جاهزة للاستعمال في الري، وكذا مياه الصرف الصحي المعالجة التي تخضع بدورها لمجموعة من عمليات المعالجة كي تكون صالحة للاستعمال في الري.

وشدد لمحمدي على ضرورة تضافر جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين والمصالح المعنية، لاسيما الجماعات الترابية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل تعزيز استعمال المياه غير التقليدية في السقي.

Loading...