تطوان العتيقة.. جامع السويقة (لالة فريجة)

د. عادل الدكداكي

جامع السويقة أو للافريجة كما ينعته أهل المنطقة ، هو الواقع بالربض الأسفل بحومة السويقة إلى جانب سيدي الكميلي .

وهذا المسجد من بناء الشيخ عبد القادر التبين ، ويعتبر أقدم مسجد بالمدينة العتيقة بحيث يعود بناؤه إلى سنة 542هـ وذكره الرهوني في كتابه أن المنطقة الواقع فيها المسجد الأصلي خربت و أعيد بناؤه، فموقعه إذن هو نفسه فيما يغلب على الظن.

إذ بعد خروج الشيخ التبين من سبتة رفقة أبو عبد الله الفخار ترك أهله في داره وجعل يطوف في القرى من كل جهة ، إلا الموضع المسمى بأنجريس (السويقة حاليا) فانه لم يكن به احد، فصعد على حافة فوقه فوجد الموضع في غاية الحسن، إذ كان يرى من الحافة جميع الجهات الأربع، فضرب بخباءه فوق الحافة.

يقول محمد داوود في كتابه تاريخ تطوان « … واجتمع عليه سكان القرى القريبة من ذلك المكان، وعرفوا الشيخ أبا عبد الله الفخار فعرفهم بالشيخ التبين الذي اشترى منهم قطعة من الأرض بألف دينار…»

ثم شرع أولا في بناء المسجد كما جاء عند أبو العباس الرهوني في كتابه عمدة الراوين « … وأرسل أهل سبتة خمس مئة من الخشب مصنوعة لسقف المسجد، وبابين له وجاء القبائل فصنعوا له ما يكفيه من الجير للبناء، ثم أرسل إلى سبتة فجاؤوه ثم شرع في البناء عام 542 هـ …»

هذا وقد بلغت صوائر بناء المسجد حسب المؤرخ محمد داوود حوالي 225 دينارا « … فلما فرغ من بناءه وجد الصوائر مائتين وخمسة وعشرين دينارا …»

هذا عن تاريخ هذا الجامع العتيق، أما اليوم فنجده لا زال قائما و محافظا على خاصياته الهندسية .

ويتميز المظهر الداخلي لهذا المبنى بخلوه الشبه التام من أي زخارف ونقوش إذا ما استثنينا المحراب لذا تبقى البساطة هي السمة الغالبة على مظهره الداخلي ، ويتوفر بيت الصلاة على خمس بلاطات وثلاثة أساكيب، تربط فيما بينها أقواس مختلفة المقاييس والأشكال فمنها ما هو حدوي وأخرى كاملة الاستدارة أما بخصوص السقف فهو إسمنتي خالي من أية قبة أو زخارف.

وبالنسبة لحائط المحراب فيخلو إلى حد ما من أية زخارف ما عدا الوجه الخارجي للمحراب والتي زينت بنقوش جصية ، أما تجويفه فهو متوسط . وقد جعل بسافلته غلاف من حصير مماثل لما هو محيط بجنبات الجدران الداخلية للجامع ونشير إلى أن جنبات المحراب تضم باب المقصورة وباب المنبر، وهذه الأبواب تتميز بطولها وضيق عرضها وهي خشبية.

أما مدخل الباب فهو كباقي الجهات الداخلية للجامع بسيط المظهر ويتوفر على نافورة صغيرة بها ماء السكوندو والماء العادي .

هذا عن المظهر الداخلي وبخصوص المظهر الخارجي للجامع فهو الآخر غاية في البساطة وخاصة الباب الرئيسية للمبنى والتي تغيب الزخرفة عنها بشكل نهائي، لذا فهي ذات مظهر بسيط عبارة عن قوس من نوع حدوي خالي من أية نقوش في عاليته كما في سافلته التي زينت “بالكرانيطو” شأن العتبة والباب خشبية عتيقة.

أما الباب الثاني فهي لا تختلف عن الرئيسية إذ تخلو هي الأخرى من مظاهر الزخرفة، وعلى الجانب الأيمن يوجد مكان الوضوء وهو عبارة عن صهريج كبير كان يحتوي على ماء السكوندو .

أما الصومعة فاتخذت تخطيطا مربعا خاليا من الزخارف الزليجية مكتفية بدخلات على واجهات الصومعة الأربع بالإضافة إلى تنفيسات لإضاءة الصومعة من الداخل وتشميسها.

 

 

 

 

Loading...