نساء في ذاكرة تطوان..فطومة الدواس

بقلم -أسماء المصلوحي

– فطومة الدواس

غزالي يا غزالي…
هكذا يتحبب النداء على “المعلمة” التي تتفنن في تعليم الفتيات فنون الطرز والخياطة.
فطومة الدواس او (غزالي):
المعلمة التي كرست جهدها من أجل تطبيق مفهوم التربية غير النظامية.فكان بيتها ملاذا خصبا لرؤية الألوان بصيغة الإتقان.
تتأهب الذكريات وتصمد في (قوس باب النوادر) قبل أن تلج حي العيون تتراكم الألوان عند مدخل منزل غزالي فطومة.
السيدة التي تأهب فيها العطاء حد إغداق ما تتلمذت عليه على يد معلمتها الأولى “عويشة زميزم”.
عرائس تطوان لا تكتمل فرحتهن دون إبداعات لالة فطومة.. هذه الفنانة بألوانها وتقطيعاتها الفنية جعلت القماش يتماس بشكل بهي بين العروس وأناقتها.
لشهور عديدة يمكن للعرس أن ينتظر التحفة الدواسية لأن بصمات الفتون لا يعلى عليها.
لقد خلقت رفيعتنا مدرسة نموذجية وسط فناء بيتها.ومنحت وقتها وخبرتها لتعليم الأجيال.
قطعا كانت ترفض أخذ أجرها على ما تلقنه وتعلمه للفتيات. لأنها لا تفرق بينهن وبين فلذات روحها.
– مشعة بنور السخاء هي.
– صارمة حد التشدد الإيجابي.
– مبدعة درجة شسوع الابتكار.
ثلاثية قوية حافظت عليها لالة فطومة.وزرعت فيها رسوخها الوثاب.
لقد نذرت روحها للضياء المزخرف.
وتلألأ إسمها فوق جبال الأناقة.
هكذا استحقت الجائزة التقديرية التي تسلمتها، ذات نجاح، من يد الزعيم الكبير عبد الخالق الطريس..عربونا متميزا على إجادتها .
لا تكفي الإشارة لتألقها دون تمديد توهجها إلى داخل قصر الخليفة مولاي الحسن بن المهدي، حينما استراح ذوقه على أكف البراعة الدواسية.
تترجل مواكب اللباس المغربي التقليدي في وقتنا الراهن بين إبر الأصالة ومقص المغالاة، بعدما أوقدت اتون المغايرة للكثيرين.
لكن يبقى للقماش طرائق تتغيا إقامة جغرافية الأصالة والمحافظة عليها.
في مساءات هذه الذكريات ترشح عبارات التقدير بماء الامتنان لمن علمنا كيف تتناسق الألوان في (طرف الصنايع)..
القطعة التي حملتها كل فتاة من مهد الإدراك إلى شطر التمكن.
غزالي فطومة قابعة أنت في ذاكرة تطوانك.

Loading...