نساء في ذاكرة تطوان.. عائشة شانة ( عشوشة أيضرة )

بقلم -أسماء المصلوحي

– عائشة شانة ( عشوشة أيضرة )

آلالة مود يديك
مود للحنة
مودو
العزيزة علي…
هكذا كانت تزف الحاجة أيضرة عرائسها في ليلة الحنة.
أهازيج تنقشع لها الأفئدة.
ودموع لا يتوقف رذاذ تأثرها.
بصوت يحاكي زمن “الحضرة ” تحكي لي الرائدة في أنغام الروحانيات عن بداياتها المكثفة في يفاعة سنها.
تقول بعدما تتنهد الأيام في ذاكرتها:
– سنة 1966 كانت أصوات الولع تسبق مدارك الحفظ لدي.
والدتي وخالتي أغصان من شجرة الحضرة المصباحيين.التي كانت تتوفر على فرعين لا أكثر في تطوان.
– عائلة العرجويين القاطنة بتهاليلها وأذكارها دروب جامع القصبة.
– عائلتي المصبحية المشعة عبر أزقة الوسعة.
والحكي العاطر مازال يقطر شهدا عند الحاجة أيضرة.
تقول باعتزاز مكين:
– الوسعة الحي الذي أفاضت دروبه كروم العنب وأسمال الذكر والنداء.هناك أخذت الكثير عن والدتي وخالتي قبل أن تلزمني ظروف الحياة الزوجية وتعنت الزوج بعدم مواصلة اللهفة والعشق للصوفية وأذكارها..!!
وتضيف هذه السيدة الشاهقة:
وتأتي سنة 1979 سنة إخلاء سبيل الرفض والخروج في وضوح المسؤولية لهذا الميدان، الذي أفنيت فيه زهرة عمري. ومنح لي شباب قوتي.
تطوان ومعالمها لا تستوي دون تجانس فني يؤثث المجلس بالذكر والصلاة على خير البرية.
لقد كونت فضيلة النسب والمبتغى فرقتها بطائفة نسوية تتكون من خمس سيدات.لا تستوي جلستهن إلا بالأوتار العتيدة وغير الدخيلة.
-.البندير.
– .التعريجة.
– الطار.
على مرمى من إعجابي، كنت أبحث عن اهتمامها الذي جعلها تهب نفسها وأحاسيسها وتتقوى رغم مكابدات القهر.
الحضرة النسوية، وكما تستطرد حبا الحاجة أيضرة، كانت ذات أصول ومزاج خاص.
إنها الوضوء الذي لا يكتمل في وجود الماء.اقتراف منسوب برياحين يزكي المكان والنفس.
ملء ضحكتها تتذكر حينما رفضت إلقاء حضرتها فوق المسرح
خجلا أن تتعرى عذرية حضرتها فوق كراسي مختلطةوعديمة الذوق والانصات.
بالتأكيد سيدة الحضرة الشمالية تهوى القصيدة والبردة وتضعهما في علياء السمو النفسي والروحي.
قلبها ينبض عشقا بهذا الزخم الذي خول لحنجرتها أن تقيم في خانة التقدير.لأنها وهبت شرايين فنها للسماع الممزوج بالارتقاء.
الوجود – بما هو شكل نبض – يتشامخ في مسيرة الحاجة.فلا نعرف هل تهواه أم يسكنها..؟!
بعد أمسية هاتفية معها، أجدني وقد استوطن الاستقصاء لهفات فضولي وترقبي للوقت الذي سيسمح لي أن أجالس عظمة سيدة وكنز صوت.
بحلو كلامها المعتق بماء الفصاحة القلبية أقول لها:
– إننا على موعد لاكتشاف أعمق.وحب أكثر.
من عائلة المصبحيين وطائفتهم الرائدة كنت أسترق الذهول والإعجاب.

Loading...