نساء في ذاكرة تطوان .. كنزة العسري 

بقلم -أسماء المصلوحي 
– كنزة العسريفي بواكير حياتها منحت للحضرة عهدا لا تفككه شفرات الزمن والتغيير.
إنها سيدة الحضرة والسماع كنزة العسري.
ولوعها بهذا الفن الراقي لم يكن أبدا مفاجئا.
لأنها فطمت على أصوات الطائفة العيساوية، التي كانت ملاذا عشقيا لوالدتها لمدة تزيد عن 35 سنة من اقتراف بهاء الحضرة والسماع.
لم تخلع سيدة البحة العيساوية عنها عباءة العشق.ظلت لآخر رمق تحيي أماسي الذكر والسماع.
أسبوع واحد فقط فصل بين حياتها في حضن معشوقتها وبين الحياة.
لتبقى كنزة العسري المرأة التي وهبت روحها التواقة للحضرة حتى أصابت شرايين حياتها اليباب المحتوم.
عبر حكي ممزوج بالحنين والاشتياق..تروي لي الفنانة المتميزة نادية التطوانية عن والدتها فتقول:
– كانت نشأتنا كلها طرب أصيل.أمي تهدهد أفرشة صغرنا بالمديح وتوقظ ولعنا بالسماع.صوتها العذب كان مترجما لأمومتها حد التوطين.
حينما تجهش رفيعتنا بالغناء الصوفي تقبض على مكنونات ما أخذته من السلف.
وتخلص لعهود أبرمتها مع معلمتها “لالة فاطمة العروسي” قدسية الميثاق والشاهدة عليه (طاسة الحناء) المعتقد الذي كان يسري في أعراف الحضرة.
جعلتها تتبرم من الابتعاد عن معلمتها والتحليق بعيدا عن سيماء العهود الاستقلالية.
بزخم عاطفي عال، وإحساس مشبوب بالتميز:
تصدرت كنزة العسرى قلب تطوان الساكن في أعالي إجادة فن الحضرة الروحي.
أجل:
كنزة العسري وشمت بصوتها جماع شهقات توقظ صهيل الوجد.
عشقها لفن الحضرة جعلها تتربع فوق قمة الذاكرة التطوانية ونسائها الرائدات.

 

Loading...