بقلم : يوسف خليل السباعي.
هل يقبل مجتمعنا، أو مجتمعات أخرى الشخص المريض بالسيدا” الإيدز”؟!..
هذا سؤال جوهري، كنت أطرحه على نفسي، ولم أفكر في الكتابة عنه.
مالذي يدفعني الآن للكتابة عن؟!. إنه بالفعل مرض خطير، يجعل من الشخص اامصاب به، يعاني بهذا الشكل أوذاك، ليس فقط خوفا من الموت، فالموت هاهنا حتمي، وحتى درجات الشفاء منه نادرة، برغم التقدم الطبي خاصة، والعلمي عامة.
إن مادفعني للكتابة عن هذا المرض هو مشاهدتي لفيلم مصري عن شخصبة نسائية أصيبت بهذا المرض الخطير، لكن المجتمع المتخلف الذي تعيش فيه لم يرحمها.
كانت هذه الشخصية الفيلمية، تقول: ” أنا مش حاموت بالمرض اللي عندي، أنا حاموت بالمرض اللي عندكم”.
هذه، والحالة هذه، هي الضريبة التي يؤديها المريض بالسيدا في مجتمع متخلف، وينظر للآخر كأنه عالة عليه، حيث يحاصره، يستبعده، بل ويتمنى موته، والإسراع بذلك.
لنعكس المسألة. ماذا لو قبلنا بيننا هذا المريض؟… ماذا لوكنا رحماء؟… مالذي سيتغير؟… سيحاول هذا المريض أن بتأقلم مع المجتمع، وحتى إن مات سيموت، وهو قد عاش قبل ذلك أوقاتا سعيدة، كذلك هو الأمر بالنسبة للمجنون. هل نتركه محصورا، ومحبوسا لتمريضه، أم نتركه يخرج للمجتمع ويتأقلم معه؟… لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لكن المسألة الثانية أفضل على أن نرمي به في الغابة، ونتركه، يضيع….
ماذا، والحالة هذه، عن علاج المجنون على طريقة الطب العقلي،؟
أنا مع ذلك، ولكن، من غبر حبسه.
المريض بالسيدا في مجتمع متخلف محبوس في معاناته بسبب النظرة السلبية للمجتمع.
وفي آخر المطاف، يبقى المجتمع مسؤول عن موته البطيء.