رجال بصموا ذاكرة تطوان..المهدي بنونة مهندس الأنباء الأول

بقلم – أسماء المصلوحي

المهدي بنونة مهندس الأنباء الأول

لا يستطيع أي خبر أن ينسى المهتم بتفاصيله والساهر على حقيقته، دون تذكر المهندس الأول والرائد للأنباء الصحافي والديبلوماسي التطواني الكبير المهدي بنونة.
بتاريخ 22 فبراير 1919:
ازداد هذا التطواني المتأصل من بيت عرفت سكناته بوادر الحركة الوطنية على يد رائدها في شمال المغرب والده (عبد السلام بنونة ).فضلا عن شقيقه (الطيب بنونة ) الذي كان من القادة المناهضين للإستعمار.
تمتاز مسيرته الدراسية الممتدة من المدرسة الأهلية بتطوان في مرحلتها الإبتدائية، وصولا إلى دولة فلسطين حيث تلقى المهدي هناك تعليمه قبل أن تستقبله (جامعة فؤاد الأول ) بالقاهرة سنة 1936.
هناك، في قاهرة المعز، شارك بنونة سنة 1937 في تأسيس لجنة الدفاع عن الأقصى.
كما أن رائدنا الصحفي هذا يعتبر أول طالب مغربي يدرس الصحافة في الجامعة الأميركية بالقاهرة.وكان تخرجه من هناك سنة 1941.
لبث المهدي بنونة في القاهرة أربع سنوات اشتغل خلالها في جريدة الأهرام.
تعد عودة المهدي إلى مسقط انتمائه تطوان عودة الصحوة الصحافية.إذ تولى رئاسة تحرير صحيفتي “الحرية” و “الأمة” وكلتاهما لسان حال حزب الإصلاح الوطني.
مع توالي المسؤوليات، والتمكن من أغوار العمل الصحفي السياسي، انخرط هذا التطواني القح والمميز في ركب المهام الديبلوماسية.
وهنا نذكر سنة 1947 حينما تمكن من تمثيل المغرب في عقر مجلس الأمم المتحدة بنيويورك.
بعد الإستقلال، وإبان إماطة اللثام عن ما يعيق الوضوح في البلاد، عمل المهدي بنونة في الديوان الملكي للملك الراحل محمد الخامس، مكلف بالصحافة والعلاقات العامة.
خبرة الرجل والكريزما التي تمتع بها جعلت منه ذاك الطموح الذي بلور ونفذ فكرة إنشاء وكالة المغرب العربي للأنباء سنة 1958.
وإن لم تنجح مساعيه في جمع الدول الأربعة تحت لواء النبأ الموحد، فقد احتفظ بالإسم أملا في الالتحام سابقا.
سنة 1974 سيعمل بنونة على تأميم الوكالة.كما سيعبر الجسر الموصول بين الصحافة بتأسيس صحيفة (لاديبش) بمدينة الدار البيضاء.
توسعت مدارك المهدي واهتمامته بالنهوض بالمجتمع فكانت وجهته الجمعوية والخيرية تكملة لنداءاته الصحفية ذات التميز.
هكذا انخرط بنونة في منظمة الهلال الأحمر.كما انتخب سنة 1985 أمينا عاما لمالية الرابطة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في جنيف.
يعد المهدي بنونة من خيرة رجال تطوان الذين بصموا التاريخ بمداد يشهد على:
-الإصرار حد الوصول.
– التمكن من ولوج مكامن القرارات.
– الصوت الذي يجهر من أجل الوطن.
طينة المهدي موسومة بهذه الخصال والمبادئ.
ويبقى للمهدي مؤلفات:
– القصة الحقيقية لقضية عادلة.
– المغرب السنوات الحرجة.
تعلقه بمدينته جعله مخلصا لثراها إذ توفي سليل تطوان يوم 24مارس 2010 بالرباط ودفن في تطوان.

Loading...