رجال بصموا ذاكرة تطوان.. محمد بن عزوز حكيم مؤرخ من طينة خاصة

 

محمد بن عزوز حكيم

هو واحد من أهم وأنشط مؤرخي تطوان والمغرب.تخصصه في تاريخ الأندلس جعله مرجعا وحجة في هذا الباب، خاصة على صعيد الوثائق.
ازداد محمد بن عزوز حكيم، هذا التطواني البارز دوليا، في تطوان يوم 24 شتنبر سنة 1924.
ورحل عن عالمنا يوم فاتح شتنبر سنة 2014.مخلفا ثروة من الكتب والوثائق والمستندات لا مثيل لها.
ينتمي إلى أسرة أندلسية هاجرت إلى تطوان، وعرفت بحبها للعلم والمعرفة، وارتباطها الشديد بجذورها الإسلامية المكينة والمتأصلة أبا عن جد.
بعد سنوات قضاها في المدرسة الإسبانية بتطوان، رحل إلى مدريد لاستكمال تعليمه الجامعي.هناك في العاصمة الإسبانية تمكن من الاطلاع على العديد من الوثائق والكتب التي تخص الحماية الإسبانية بالمغرب.
تمكن محمد بن عزوز حكيم من إتقان عدد من اللغات بسبب تعطشه للمعرفة أيا كان مصدرها.بدليل أنه أصدر كتابه الأول المعنون ب (رحلة في الأندلس) باللغة الإسبانية وعمره لا يتجاوز 18 سنة.
بفضل كفاءاته المتعددة، بادرت سلطات الحماية الإسبانية إلى تعيينه في مجموعة من المناصب التابعة لها، وهو الأمر الذي فتح أمامه فرصة نادرة للإطلاع على أهم الوثائق المتعلقة بحقبة الاستعمار الإسباني في شمال المغرب.
وهنا أستعيد ما قاله عنه الكاتب الصحافي الكبير الراحل خالد مشبال في عموده الشهير “حالة شرود” بأسبوعية “الشمال”:
“محمد بن عزوز حكيم مؤرخ من طينة خاصة.يكفي أنه يملك مليون وثيقة نادرة جدا”.
تميز هذا المؤرخ الاستثنائي بمواقفه البطولية التي لا يمكن سوى الانحناء أمامها.
وكمثال على ذلك، نذكر الرسالة التاريخية الشهيرة التي بعث بها إلى الملك الإسباني خوان كارلوس الأول- سنة 2002 – دعاه فيها إلى إلغاء مرسوم طرد المورسكيين لسنة 1609 وذكره باعتذاره السابق وإلغائه لمرسوم طرد اليهود الصادر سنة 1492.
خلال محاضراته في مختلف دول العالم، كان المرحوم محمد بن عزوز حكيم يدعو إلى حتمية صياغة تاريخ جديد لسقوط الأندلس عبر الوثائق النادرة التي كان يتوفر عليها.
ألف هذا الرجل الكبير، الذي بصم ذاكرة وتاريخ تطوان أزيد من 320 كتابا تعتبر من أهم وأكبر المراجع حول تاريخ الأندلس.
من أهم ذلك تأليفه لموسوعة ضخمة حول الأندلس بمناسبة مرور 400 سنة على سقوط غرناطة، بعنوان: “موسوعة مأساة الأندلس”.

Loading...