في عام 2011، افتتح بمدينة مرتيل المركز الوحيد المتخصص في تصفية الدم بالمنطقة، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف تقريب الخدمات وتخفيف معاناة التنقل عن مرضى القصور الكلوي إلى المدن المجاورة بحثا عن العلاج.
ويمتد المركز، الذي يدخل تشييده ضمن برنامج محاربة الهشاشة للمبادرة الوطنية، على مساحة تفوق 553 مترا مربعا، كما يتوفر على كافة المرافق والتجهيزات الضرورية الكفيلة بتقديم خدمة في مستوى انتظارات مرضى القصور الكلوي المستفيدين، والذي يبلغ عددهم حاليا 85 مريضا.
وتطلب المركز، الذي يستهدف بشكل أساسي المرضى المنحدرين من الفئات الهشة بتراب عمالة المضيق الفنيدق والنواحي، استثمارا بقيمة تصل إلى 5,5 مليون درهم، من بينها 1,5 مليون درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى جانب تعبئة مساهمات مالية من طرف الجماعة الحضرية (الوعاء العقاري) والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة (الأطر الطبية والأدوية).
كما قامت جمعية مرتيل للعناية بمرضى القصور الكلوي، المشرف على تسيير المركز الذي يسعى إلى تقريب الخدمات من المرضى، بتعبئة غلاف مالي قيمته 4 ملايين درهم لاقتناء التجهيزات الطبية الضرورية، وأداء أجور المستخدمين ونفقات التسيير، واقتناء عدد من سيارات الاسعاف.
وأكد إبراهيم الكَطاطي، الممرض الرئيسي بمركز تصفية الدم بمرتيل، أن هذه المنشأة الطبية افتتحت أبوابها بتاريخ 18 يناير 2011، حيث بدأت في تقديم خدماتها إلى 4 مرضى فقط، قبل تزايد عدد المستفيدين تدريجيا ليصل الآن إلى 85 مريضا، جلهم يحتاج إلى حصتي تصفية بشكل أسبوعي.
وبعد أن أبرز جهود المركز في التخفيف من معاناة مرضى القصور الكلوي بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أوضح أن الطاقم المشرف على الحصص العلاجية يعمل بنظام المناوبة بين فريقين مكونين من ممرضين تابعين لوزارة الصحة وممرضين تابعين للجمعية المسيرة للمشروع.
وأبرز أن كلا فريق يتكون من 7 ممرضين، وهو عدد كاف لتلبية حاجات المرضى في الوقت الراهن، موضحا أن المركز يتوفر على 17 آلة تصفية، قادرة أجمالا على ضمان الحاجات العلاجية للمرضى المستفيدين، وإن كان المركز قد بلغ طاقته القصوى.
وأضاف من جهة أخرى أن الجمعية المسيرة للمشروع، بدعم من باقي الشركاء، توفر كافة الاحتياجات المتعلقة بحصص تصفية الدم أو التحاليل والأدوية، داعيا إلى تضافر جهود جميع الأطراف من أجل العمل على توسعة المركز مستقبلا للرفع من عدد المستفيدين.
بالرغم من الأنابيب التي تنقل الدم من خارج جسده وتعيده إليه صافيا، يحتفظ محمد، في الخمسينات من العمر، بابتسامة تعكس حجم الأمل داخله، ورغبته القوية في مقاومة هذا المرض المزمن الذي يتطلب التعايش معه تكاليف كبيرة، لا يقدر على تغطيتها.
وتذكر محمد، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، كيف ولج إلى المركز بعدما أنهكه المرض، مشيدا بالاستقبال الطيب للممرضين وكافة أفراد الطاقم، الذين يتعاملون بشكل جيد، في كل مرة يلج إليها للمركز لأخذ حصته العلاجية.
بدورها، تأتي نجيبة، سيدة تقارب الستينات من العمر، لمرتين في الأسبوع إلى المركز لتصفية الدم بعدما عانت الأمرين من القصور الكلوي المزمن، معربة عن امتنانها الكبير إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي الشركاء على بناء هذا المركز الذي غطى خصاصا كانت تعاني منه مدينة مرتيل.