قطاع السياحة بالمغرب…ضعف التسويق و تجهيزات محتشمة رغم الظروف الطبيعية الهائلة المتوفرة !

 

تمني اي دولة في العالم نفسها بان تتوفر على إحدى الخاصيات الطبيعية اللتي يتوفر عليها بلدنا :
جبال، صحاري،وديان و وجهتين بحريتين تمتدان على طول 3500 كم.
أقرب بلد افريقي و عربي لبلدان الاتحاد الاوروبي.
أرضية خصبة و منتجة و مناخ متوسطي معتدل تؤهلانه بان يكون بلدا فلاحيا بامتياز.
بالرغم من اعتدال مناخه فهناك مناطق تعرف تساقط عددا هائلا من الثلوج مما يعكس التنوع المناخي الموجود.
التوفر على تراث عالمي يضم مواقع اركيولوجية تعود لفترة ما قبل التاريخ و مواقع مبنية لحضارات سابقة.
تنوع ثقافي و لغوي بين مختلف المناطق.
بالاضافة الى هذا فالبلد يعرف بأكلاته الشهية و اللتي تحتل الرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا.
كيف يعقل ان يتوفر بلد على كل هاته العوامل بينما لا يعرف قطاعه السياحي نجاحا بالمستوى المطلوب؟
إن العديد من الدول تفتقر لنصف ما نمتلك إلا أن السياحة الخاصة بها تعرف تطورا ملحوظا كل سنة تذر ملايين الدولارات لها.
إذن أين يكمن الخلل ؟وا ين هو دور وزارة السياحة و الصناعات التقليدية من اجل ابراز جمالية البلد بالشكل الصحيح ؟
حسب وجهة نظري المتواضعة فتطور السياحة لدينا تعيقه العديد من المسببات رغم بعض المحاولات اللتي لم تعطي أكلا :
تجهيزات و وسائل لوجيستيكية لا ترقى لطموحات البلد.
وسائل نقل محدودة و غير منظمة تجعل السياح ينفرون مستقبلا.
قطاع الصناعة التقليدية يظل قطاعا غير مهيكلا.
نذرة الكفاءات المكونة في المجال السياحي.
تسويق و ماركيتينغ ضعيف.
و بما ان الظروف الطبيعية و الجغرافية السالفة الذكر هي من تفرض علينا تطوير هذا القطاع لانه بكل تأكيد سيكون له الفضل الكثير في تنمية اقتصاد الدولة يتحتم على المسؤولين على هذا القطاع من وزارة و الجمعيات المكلفة بالسياحة اعادة النظر في عدة نقاط و بالتالي اعادة هيكلة هذا القطاع :
بالنسبة للتجهيزات :
إعداد الطرقات الرئيسية و الثانوية منها.
الزيادة في عدد الوحدات الفندقية.
توفير مراحيض عمومية في شتى ارجاء الوطن (ليكن في علمكم ان المغرب خسر تنظيم تظاهرات عالمية بسبب هذا الجانب )
في قطاع النقل :
التعاقد مع شركات طيران عديدة و عدم الاقتصار على شركة محتكرة وحيدة من اجل ضمان اسعار مستقرة.
التمكين من السفر عبر الباخرات و القوارب كوسيلة اضافية بين المدن الساحلية.
تطوير القطارات و الحافلات عبر توفير خدمات هامة كالويفي،مكيفات،فرض احترام أرقام المقاعد المخصصة للجلوس ، صيانة الطرقات و السكك الحديدية بالنسبة للقطارات،تأطير السائقين باستمرار مع تحفيزهم ماديا عند تحقيقهم لاهداف معينة من أجل ضمان رحلات ٱمنة للمسافرين.
إنشاء مراكز تجارية كبرى بمختلف المدن السياحية و عدم الاقتصار فقط على المدن الكبرى.
تكوين مرشدين سياحيين اصحاب شواهد عليا مع التركيز على الناحية اللغوية واحترام اخلاقيات المهنة.
فرض مراقبة مستمرة لتجار المناطق السياحية من أجل تفادي زيادات في الاسعار و اللتي من شأنها إبعاد السائح نهائيا.
في الجانب التسويقي :
يعد هذا الجانب من بين الجوانب الاكثر تأثيرا من أجل جعل السياحة اكثر قوة و ذلك عبر عرض اشهارات في المستوى على صعيد قنوات عالمية و عبر مواقع الويب مع ابراز جميع المناطق السياحية في المغرب التقليدية و العصرية منها.
اجراء تحديث مستمر على مستوى التشويرات الطرقية.
عرض تفاصيل دقيقة على مستوى المواقع الاثريةباستعمال وسائل تكنولوجية حديثة من ترجمة لجميع اللغات العالمية إلى شرح تاريخي مفصل.
تقديم عروض و تخفيضات هامة من شأنها كسب ثقة السائح.
الاعتماد على مثقفي ، فناني و رياضي البلد من أجل لعب دور السفراء في بلدان خارجية من اجل التعريف بالمغرب.

مع الاسف الشديد تعد المصاريف السنوية لوزارة السياحة جد ضخمة مقارنة بالتجهيزات الحالية المتوفرة رغم ان الظروف جد ملائمة لتطويرها.لذا اتمنى التفكير جديا في هذا الموضوع و بالتالي ضخ هاته الاموال في اشياء قادرة على إعطاء السياحة المكانة اللتي تستحقها.

Loading...