انطلاق الدورة الحادية عشرة لمنتدى ميدايز بطنجة

انطلقت أشغال الدورة الحادية عشرة لمنتدى ميدايز، مساء الأربعاء بطنجة، تحت شعار “في عصر القطيعة : بناء نماذج جديدة”، بمشاركة أزيد من 150 شخصية رفيعة المستوى من العالم بأسره.

وتتطرق هذه الدورة من المنتدى، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى التحولات والقطيعة البارزة على الصعيد الدولي على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والمجتمعية، وتأثيرها على إفريقيا وبلدان الجنوب، كما تعالج الرهانات الكبرى الإقليمية والعالمية في سياق يتميز بتطور النماذج وتحولها.

وتتناول زوايا النقاش والتبادل الفكري بالمنتدى الاندماج الإقليمي والقاري، والتحديات الأمنية بإفريقيا، وديناميات التعاون الجديدة، والرهانات الاقتصادية والدبلوماسية في مواجهة اضطرابات النظام الدولي. كما سيتم تناول النماذج الجديدة للتنمية بالمغرب في إطار إقليمي إفريقي في طور التحولات من خلال التوقيع، مؤخرا، على إحداث منطقة قارية للتبادل الحر بإفريقيا، وأيضا المفاوضات حول انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو”.

في كلمة خلال حفل الافتتاح، توقف رئيس معهد أماديوس ومؤسس منتدى ميدايز، إبراهيم الفاسي الفهري، عند اختيار موضوع هذه الدورة “في عصر القطيعة : بناء نماذج جديدة”، منوها بأن كلمة “قطيعة” فرضت نفسها بالنظر إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل العالم.

وقال إننا نشهد “انعكاسا في شبكات القراءة التقليدية. في مجال العلاقات الدولية، هذه القطيعة تفرض إعادة التركيب، وهو وضع حساس للغاية، يمكن أن ينطوي نطاقه على مخاطر تجعل من الصعب إيجاد حلول للنزاعات الإقليمية التي تتصادم مع المصالح”، مبرزا أنه في عالم اليوم، هناك فرص يتعين اغتنامها على مختلف مستويات التحرك.

في هذا السياق، أبرز السيد الفاسي الفهري أن المغرب اختار طريقه، طريق إفريقيا كما رسمتها عودته إلى الاتحاد الإفريقي وأيضا الموافقة المبدئية على انضمامه إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مكن اختيار طريق الحوار الشامل حول القضايا السياسية والاقتصادية الدولية، والانفتاح الاقتصادي، والاستثمارات الدولية كمحرك للتنمية، خاصة في قطاعات الصناعة والطاقات المتجددة.

وقال إنه على غرار كل سنة، سيكون منتدى ميدايز في خدمة هذا الحوار، مقترحا وضع تشخيص لعالم اليوم، وأيضا أرضية لكل المناقشات الرامية إلى تشجيع ومحاولة إيجاد حلول تكون في خدمة الامتداد العالمي الجديد للبلدان النامية، منوها بأن المنتدى يشكل أيضا مكانا للحديث حول العالم الجديد المقبل، والذي يتعين على بلدان الجنوب أن تحجز لها مكانا فيه.

من جهة أخرى، أشاد مؤسس منتدى ميدايز بقطيعة أخرى مع الماضي، حين مد صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليد إلى الجزائر، مقترحا إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بهدف تجاوز “الخلافات الظرفية” بين البلدين، مشيرا إلى أن الوقت قد حان بالنسبة للمغاربة والجزائريين، الذين يواجهون المصير ذاته، لكي يلتقوا ويتباحثوا وجها لوجه لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

بدوره، قدم الرئيس السابق لبنين، توماس بوني يايي، تقريرا حول ورشات العمل التي انعقدت قبيل الافتتاح الرسمي للمنتدى حول موضوع “المغرب ضمن سيدياو”، مؤكدا على أن كل المتدخلين أجمعوا على مشروعية الطلب المغربي لعضوية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وعلى ديمومة وتشعب العلاقات بين المغرب وبلدان المنطقة.

وقال “يتعين علينا أن نكون مسؤولين عن مسلسل انضمام مثالي، شامل وشفاف”، مبرزا أن هذا المسلسل يتعين أن يناقش مع شعوب بلدان غرب إفريقيا والمغرب، من طرف الزعماء السياسيين والإعلام ومؤسسات الأبحاث بهدف نشر معلومات علمية دقيقة حول الرهانات والفرص المتاحة أمام البلدان ال 16 للمجموعة، بما فيها المغرب.

وتميز حفل الافتتاح بتسليم جائزة ميدايز إلى رئيسة المجلس العربي لسيدات الأعمال، الشيخة حصة سعد العبد الله سالم الصباح، اعترافا بجهود هذه المرأة الاستثنائية في سبيل النهوض بالقضية النسائية بالعالم العربي وإفريقيا، وأيضا بسعيها الحثيث لتطوير روح المقاولة لدى النساء، باعتبار ذلك رافعة للتنمية المستدامة ونهوضا بدور المرأة كقوة حقيقية في الهيئات التقريرية على المستويين الإقليمي والدولي.

ويلتقي في منتدى ميدايز 2018، الذي يعتبر أرضية للتفكير والعمل، أزيد من 3500 مشارك للتباحث حول ثلاث مبادرات كبرى لبناء التعاون جنوب – جنوب وشمال – شمال يعود بالنفع على كافة الأطراف، حيث سيتم تنظيم ثلاث ورشات حول “المغرب – سيدياو” و “مبادرة الصين – إفريقيا” و“المبادرة المتوسطية”.

Loading...