الكاتب – عماد اليوسفي : حدثين هامين شهدهما قطاع النقل في المغرب مؤخرا لن يمرا مرور الكرام ، و اتوقع بان تكون لهما تبعات كبرى على جميع وسائل النقل الاخرى.
الحدث الاول و هو دخول شركة طيران ثانية تهتم بالسياحة الداخلية الا وهي العربية للطيران و اللتي جائت بعروض مغرية لجميع الفئات بعد استحواذ و احتكار من شركة واحدة منذ عقود من الزمن مما سيخلق حتما نوعا من المنافسة تصب في الاخير لصالح المستهلك (المسافر).
اما الحدث الابرز و اللذي تحدثت عنه جميع وسائل الاعلام فيتعلق بالقطار الشهير بالبراق.اللذي و رغم محاولة التشويش من طرف بعض رواد الموقع الازرق الا و انه و بكل امانة حسب المعطيات الاولية المتوفرة يبدو انه سيكون نقطة التحول في مجال النقل في المغرب.
هذا القطار السريع سيربط بين المدن الكبرى الواقعة بين طنجة و الدار البيضاء وله عدة خصوصيات تميزه عن غيره من وسائل النقل الاخرى، نذكر منها :
.رحلات متعددة :
ستبلغ عدد الرحلات اليومية ما بين الذهاب و الاياب 26 رحلة (مع امكانية زيادة العدد في فترة الذروة).
كل قطار سيقل 533 مسافر ، اي 13858 مسافر في اليوم ، ما يعادل اكثر من 5 ملايين مسافر سنويا.
مدة زمنية أقل بكثير مما هي عليه في القطار العادي :
سرعة القطار ستصل الى 320 كم في الساعة على خط طنجة – القنيطرة و 160 كم في الساعة بين القنيطرة و الدار البيضاء على ان تتحسن تدريجيا في افق 2020 حيث ستصل مدة الرحلة المخطط لها بين طنجة و الدار البيضاء فقط الى ساعة و نصف مقابل 4 ساعات و 45 دقيقة !
التوفر على عربتين من الدرجة الاولى ، 5 عربات من الدرجة الثانية و عربة مخصصة للطعام.
جميع هاته العربات ستكون مجهزة بويفي ما سيمنح المسافرين راحة أكثر !
أثمنة معقولة حددت مسبقا ستكون في متناول الجميع تتراوح بين 79 و 364 درهم فقط.
الكل ينتظر الٱن انطلاق الرحلات بصفة رسمية. و التساؤلات المطروحة هي : هل سيلقى القطار استحسان المسافرين؟ و ماذا عن الخدمات المقدمة و ظروف السفر هل سترقى فعلا لطموحات المغاربة و تحصل على العلامة الكاملة من نظافة، تنظيم، أمن، اكل ، صحة،انترنت ، احترام مواعيد و أسعار ؟
على العموم فالتقليل من ساعات السفر سيكون بكل تأكيد له وقع ايجابي مقارنة بالسابق.
السفر عبر القطار السريع و الطائرات من خلال الرحلات الداخلية ثقافة جديدة تطرق ابواب المواطن المغربي و الجامعة بين الجودة و السعر و اللتي ستضطر من خلالها الحافلات و سيارات الأجرة لا محالة إلى إعادة النظر جذريا في ظروف اشتغالها بتوفير عربات حديثة متوفرة على مقاعد مريحة ، مكيفات مشتغلة مع القيام بصيانتها من وقت لٱخر ،تحديد أسعار جديدة من شأنها تمكين المواطن الفقير من السفر دون عناء و إلاسيكون مصيرها الدخول في دوامة الصراع مع المسافر.
بات من المؤكد ان المواطن المغربي أصبح على موعد مع التاريخ من أجل تطوير قطاع النقل في المدن الكبرى إلا أن الاصلاح يجب ان يشمل كذلك المدن و القرى الصغيرة بتجهيز طرق جديدة و اصلاح اخرى تعاني الهشاشة ، و توسيع شبكة السكك الحديدية في شتى المناطق من أجل التحدث عن إصلاح حقيقي في مجال النقل. و الله ولي التوفيق ؛
- Facebook Comments
- تعليقات