“أية أدوار للجهوية المتقدمة” موضوع ندوة وطنية برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمرتيل
تحرير: عتيق السليماني.
احتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمرتيل يومي الإثنين والثلاثاء 11 و12 مارس الجاري، أشغال الملتقى الوطني الثاني حول “أية أدوار للجهوية المتقدمة” تحت شعار “الجهوية المتقدمة وآليات تحقيق الحكامة الترابية”.
الملتقى المنظم من طرف كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان بتنسيق وشراكة وتعاون مع مجموعة من المؤسسات، وعرف حضورا متميزا لعدت فعاليات أكاديمية وسياسية ومهتمين وطلبة باحثين، وانطلقت أشغاله، بكلمات ترحيبة وافتتاحية من قبل الهيئات والمؤسسات المنظمة والمحتضنة، استهله الوزير السابق سعيد اشباعتوا بمداخلة توجيهية حول الجهوية المتقدمة واللاتمركز، خلقت نقاش مهم بين مختلف الحاضرين؛ لكونه أشار إلى أن الجهوية بشكلها الحالي لن تعيش طويلا كونها تقتضي ضرورة العمل في إطار اللامركزية واللاتمركز الإداريين كمنظومة شمولية، حيث اعتبر الجهات بصورتها الآنية مجرد مجالس للجهات، مستحضرا في ذات الصدد للتجربة الفرنسية حيث أعطى للأقاليم الدور الأكبر في تحقيق التنمية المنشودة تماشيا مع مبدأ التفريع.
من جهة ثانية شدد على أن التجربة الحالية أفرزت ضرورة تغير منح اللاتمركز التقني في إعداد مالية الجماعات الترابية، بطرحه لتصور مغاير؛ مفاده أن الجماعة هي التي ينبغي أن تقوم بإعداده قبل باقي المستويات الترابية الأخرى.
من جانبه اعتبر حذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن الملتقى يعالج موضوع الساعة من قبل ثلة متميزة من الباحثين والمختصين؛ كون المغرب انخرط في مسلسل الجهوية من خلال تخويل الجهات لصلاحيات واسعة، وهو ما سيغني النقاش الأكاديمي للجهوية المتقدمة، باستحضار المنجز والتحديات المطروحة مع ضرورة ربط الجهوية بالحكامة الترابية كتنزيل فعلي لدستور المملكة لتحقيق التنمية بالجهات.
وفي نفس الصدد أوضح الدكتور العمراني بوخبزة عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمرتيل، أن هذا الحدث يشكل استمرار فعلي لانخراط الكلية في الانفتاح والمساهمة في إغناء النقاش الأكاديمي والعمومي بخصوص الشأن العام المحلي، من خلال الانفتاح على فاعلين متعددين من منتخبين وأكاديميين ومؤسسات فاعلة في مجال التنمية الترابية، كما شدد على الدور البارز للإعلام في استثمار مخرجات وتوصيات مثل هذه اللقاءات ونقلها للرأي العام المهتم بالتدبير الشأن العام المحلي.
كما أسهم مختلف المتدخلين باختلاف مشاربهم العلمية وانتماءاتهم الأكاديمية، العديد من النقاط ذات الصلة بأدوار الجهوية المتقدمة في تعزيز أدوراها وتحقيق التنمية المنشودة من خلال إقرار وإعمال آليات الحكامة الترابية، وهو ما أكد عليه الدكتور حميد أبولاس منسق ماستر الحكامة وسياسة الجماعات الترابية بالكلية المحتضنة للملتقى، كون هذا الأخير يندرج في إطار تفعيل الشراكة المتميزة التي تجمع بين الكلية وشركائها المهتمين بمتابعة كل المستجدات التي تطرح على الساحة السياسية خاصة منها ذات الصلة بالحكامة الترابية، من خلال إغناء النقاش حول ورش الجهوية المتقدمة، كما إعتبرها فرصة سانحة لتقييم ثلاث سنوات من الممارسة بعد صدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية لسنة 2015، والذي تعزز بصدور ميثاق اللاتمركز مؤخرا، والقانونين؛ المرتبطة بالحصول على المعلومة، شبابيك الاستثمار … وغيره من الاصلاحات المتبعة لتفعيل آليات الحكامة الترابية، مع تأكيده على راهنية الموضوع كونه ينفتح بالملموس على تجارب مقارنة وممارسات ميدانية كفيلة بالإسهام في تجاوز الثغرات المطروحة على مستوى الممارسة.
وأشاد أبولاس بالدور الهام الذي تلعبه هذه الملتقيات العلمية، في تمكين الطلبة الباحثين من مواضيع حية متصلة بتخصصهم الأكاديمي، ومنحهم فرصة الاستفادة من التجارب الميدانية لرؤساء الجماعات والفاعلين المحليين في إطار التحصيل العلمي.
وقد شارك في هذا الملتقى مجموعة من رؤساء الجماعات الذين ساهموا بمداخلات مهمة لها علاقة مباشرة بواقع الممارسة، كإضافة لمختلف المداخلات التي أطرها أساتذة ودكاترة من مختلف الكليات على رأسها كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية، نهيك عن المؤسسات المتدخلة والمهتمة بالجهوية والحكامة الترابية.
هذا وشهد اليوم الأول من الملتقى، تكرير العديد من الفعاليات النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، بدءا بالإعلاميتين المتميزتين نزهة بنادي (التي أهدت التكريم للنساء العاملات في باب سبتة)، وفنة شاكر العلوي الصحفية والإعلامية بقناة الأولى. كما حظيت نساء كلية القانون بتكريم اعترافا لهن بجميل صنعهن مع الطلبة، حيث تم تكريم كل من الدكتورة سميرة بوقويت، مريا بوجداين، ضياء السمن، فدوى الغزاوي، نهيك عن تكريم نائبة برلمانية رفيعة المنصوري والإطار فاطمة قطروب.
في حين شكلت التفاتة المنظمين لحبيبة بنشطير موظفة بالحي الجامعي بتطوان لحظة مؤثرة للحضور، هذا التكريم إقرار واعتراف بالعمل الذي تقوم به النساء في مختلف مجالات الحياة.
وينتظر أن تصدر توصيات عن الملتقى سيتم نشرها لاحقا.