الحجابة الملكية وعامل إقليم العرائش يحضران الذكرى السنوية لموسم مولاي عبد السلام بن مشيش بمنطقة جبل العلم

تحرير : أبو لينة.

أحيت نقابة الشرفاء العلميين المشيشية الشاذلية يومي الأحد 30 يونيو والإثنين فاتح يوليوز بمنطقة جبل العلم بقبيلة بني عروس التابعة لإقليم العرائش، الذكرى السنوية لموسم مولاي عبد السلام ابن مشيش تحت شعار “التصوف المشيشي الشاذلي والمشترك الإنساني”.

وشهد برنامج الموسم الروحاني الذي حضره ممثل الحجابة الملكية وعامل صاحب الجلالة على إقليم العرائش والوزير السابق بالحكومة المغربية نزار بركة والمئات من الأشخاص الذين حجوا من مختلف بقاع العالم، تنظيم ندوات فكرية وإحياء حفل ديني كما سنرى ذلك بالتفصيل.

  • ـ ندوات فكرية:

شهد اليوم الأول من الموسم السنوي الذي يحج إليه المئات من الأشخاص من مختلف بقاع العالم، تنظيم ندوات فكرية تكوينية عن الخطاب الصوفي المغربي وثقافة الحوار في الطريقة المشيشية الشاذلية، أطرها أكاديميون كبار من داخل المغرب وخارجه.

وقد تمحورت جل مداخلاتهم، عن دور المولى عبد السلام ابن مشيش في تنوير العقل العربي والاسلامي، حيث أبرز فيها الدكتور عزيز الحسيبي مفهوم تنوير العقل بالغرب الاسلامي واعتماد مبدأ التسامح في علاقته مع كافة الخلق، موضحا أن هذا النهج الذي عرف به منتسبي المشيشية الشاذلية ومن أبرزهم: (العز بن عبد السلام أحد علماء هذه الشاذلية والذي عمل في خطابه و نهجه على تنوير العقل العربي بالمشرق)، “ساعد في استمرار الطريقة الشاذلية إلى يومنا هذا في نشر فكرها و خطابها المعتدل القائم على الحركة التنويرية”.

وفي سياق آخر أبرزت الدكتورة ليلى حبيب الله دور التصوف المشيشي الشاذلي في إرساء مبادئ المشترك الانساني والقيم الداعمة له، ومن أهمها المحبة والرحمة والتسامح والفضيلة والعدل في التصوف المشيشي الشاذلي.

فيما تحدث الدكتور الوزاني وهو محاضر بكلية الآداب بتطوان عن مسألة انتشار الطريقة المشيشية الشاذلية بشمال إفريقيا وغربها أو ما يعرف بالسودان الغربي والدور الروحاني الذي تمثله مدرسة التصوف المشيشي الشاذلي في الجزائر وتونس ومصر وبلاد موريطانيا وبالسينغال وغيرها من المجتمعات الافريقية التي تساهم في نشر الثقافة الاسلامية واللغة العربية وترسيخ الاعتدال والتسامح ومحاربة الغلو والجهل في المجتمعات الافريقية.

من جهته ركز علي العرافي وهو من شيوخ المشيشية الشاذلية ببريطانيا في مداخلته عن المشرب الشاذلي ودوره في بناء جسر التواصل بين الثقافات ببريطانيا والتواجد الاسلامي بها وأهمية الخلفية التراثية لمسلمي بريطانيا الذي برز فيه المشرب المشيشي الشاذلي الذي يركز في خطابه عن الفكر الاسلامي المعتدل.

في حين تحدث محمد الشنتوف نائب عميد كلية أصول الدين عن الأخلاق ودورها في بناء وتمتين المشترك الإنساني بتوضيح مكانة الأخلاق في الأديان السماوية ومنها الإسلام بالتاسي والاقتداء بالرسول عليه السلام في التحلي بالأخلاق الفاضلة أهمية الأخلاق والسلوك وتزكية النفس في التصوف المشيشي الشاذلي اثر العناية بالمشترك الانساني (القيم والفضائل) على الفرد والمجتمع.

  • ـ تصريحات :

ـ نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة، قال “إن هذا الحفل الديني يعد مناسبة للاحتفاء بالقطب الرباني مولاي عبد السلام بنمشيش الذي خلف أرثا صوفيا كبيرا للمغاربة وللعالم الاسلامي، وهو مناسبة لصلة الرحم مع أبناء عمومة الشرفاء العلميين بالأقاليم الصحراوية للمملكة المغربية.

ـ ممثل الوفد الصحراوي، أكد “أن حضورهم لموسم المولى عبد السلام بن مشيش، هو حضور لتمتين أواصر وروابط النسب مع أبناء عمومتهم من الشرفاء العلميين”، موضحا في الوقت ذاته “أن لهم الشرف لحضور هذه المناسبة ورفع آيات الطاعة والولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.

  • استقبال الوفد الصحراوي:

استقبل صباح يوم الإثنين فاتح يوليوز الجاري بقمة جبل العلم، نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة بمعية مجموعة من مرافقيه، عددا من شيوخ وأعيان وممثلي القبائل الصحراوية الذين توافدوا على ضريح جدهم القطب مولاي عبد السلام ابن مشيش للمشاركة في الحفل الديني الذي يحييه أبناء عمومتهم خلال نفس الفترة من كل سنة.

  • ـ حفل ديني متميز:

شهد ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، بقمة جبل العلم بالعرائش، تنظيم حفل ديني كبير بحضور وفد يمثل الحجابة الملكية والشرفاء العلميين وأبناء عمومتهم بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتميز هذا الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وترديد أمداح نبوية وقراءة “الصلام المشيشية”، كما رفعت على إثرها أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

Loading...