تحرير : أنس أمغار.
إحتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان يوم الثلاثاء 9 يوليوز الجاري، افتتاح الدروس الصيفية في نسختها الثالثة حول موضوع “الجماعات الترابية واللامركزية في المناطق العابرة للحدود في مواجهة تحديات السياسات العمومية المتقدمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية” بمشاركة أكاديميين وباحثين مغاربة وإسبان.
وأكد الباحثون والمشاركون في هذه الدروس العلمية، التي دأب ماستر الحكامة على تنظمها برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان ومعهد سربانتيس بتعاون مع الجامعة الأندلسية وبلدية مالقا ومؤسسة سيفال بمالقا، على أهمية هذه الملتقيات الأكاديمية في تبادل التجارب في مجال تدبير والتسيير الجماعي وسياسة اللا تمركز، وكذا التعريف بالمسار المغربي في مجال الجهوية المتقدمة وسياسة اللامركزية الإدارية.
وأبرز المشاركون في اللقاء الذي سيتواصل إلى غاية يوم الخميس، على أن مشروع الجهوية المتقدمة الذي يسعى المغرب إلى تنزيله يروم تكريس وتفعيل اللامركزية، مع تمتيع الجماعات الترابية باستقلالية تامة تمكنها من اتخاذ القرارات ووضع استراتيجياتها بشكل مريح بعيدا عن الضغوطات من الجهات المركزية، مما سيعزز مكانة هذه الجهات في الاقتصاد الوطني، ويساهم في الرفع من جودة الخدمات وتقديم روابط التعاون بين كافة الجهات.
وأوضح منسق ماستر الحكامة وسياسات الجماعات الترابية حميد أبولاس، أن دور هذه المنتديات واللقاءات يتجلى في كونها تشكل فرصة أمام الباحثين المغاربة للاستفادة من الخبرات والوقوف على التجارب المقارنة، كما أنها فرصة كبيرة لتطوير قدرات طلبة الحقوق وقال أبولاس أن الدروس الصيفية أضحت محطة أكاديمية أساسية داخل فضاء الجامعة، حيث تتم مناقشة وتحليل مواضيع مهمة، مضيفا أن جودة العروض والمواضيع التي تطرح في مثل هذه اللقاءات، جعلت عدد الطلبة المشاركين يرتفع من 30 إلى 60 طالبا.
من جانبه صرح خوليو أندرادي مدير المركز الدولي لتكوين المسؤولين والقيادات التابعة لمعهد الأمم المتحدة سيفال للتكوين والبحث، أن المركز واكب وسيواكب محطات هذه الدروس الصيفية نظرا لاستهدافها طلبة جامعة عبد المالك السعدي، والذين يعول عليهم أن يكونوا قيادات ومسؤولين في تدبير الشأن العام غدا بالمغرب، كما ذكر أن الأمم المتحدة لها أجندة واضحة بخصوص أهداف التنمية المستدامة 2030، مما يستلزم تحسيس القيادات الشابة القادرة على استيعاب جميع المتغيرات والمؤثرات التي تعيق هذه أهداف ، منها على الخصوص المشاكل البيئية وقضايا العولمة، والتعليم والصحة والمساواة وتعزيز الديمقراطيات والتعاون ما بين الكيانات الدول.
ومن جهته اعتبر عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان محمد العمراني بوخبزة، أن مثل هذه المبادرات تعزز الديبلوماسية الجامعية، كما أنها تعد مناسبة للباحثين والأساتذة المهتمين لتبادل خبرات مع نظرائهم من الضفة الشمالية، للوقوف أمام مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بيت الضفتين واعتبرالعمراني بوخبزة أن هذه الدروس الصيفية تلامس الحكامة الترابية، وهو ما يساير اورش الكبرى للجهوية الموسعة، حيث أن هناك التي اتت في خطابات الملكية السامية والبرامج الحكومية والمخططات قطاعية مرتبطة بهذا الورش، مما سيشكل فرصة أمام المشاركين لمناقشة وتبادل أراء مع المتدخلين الإسبان الذين يمثلون مختلف الشرائح الفكرية وأكاديمية وسياسية.