“حسن أوريد” يوقع روايته “رباط المتنبي” بفضاء مكتبة بيت الحكمة بتطوان

بقلم: الدكتور يوسف الحزيمري

نظمت مكتبة بيت الحكمة بتطوان حفل تقديم وتوقيع رواية “رباط المتنبي” للروائي “حسن أوريد”تقديم الأستاذ الباحث السوسيولوجي “عثمان أشقرا” وذلك يوم الخميس 18 يوليوز 2019 في الساعة السادسة والنصف مساء بفضاء مكتبة بيت الحكمة.

استهل اللقاء بكلمة لمكتبة بيت الحكمة ألقاها الأستاذ “أحمد البقالي” شاكرا ومرحبا فيها بحضور الروائي “حسن أوريد” وروايته “رباط المتنبي” كما شكر الحضور الغفير الذي حج إلى هذا الحفل مبينا أن مثل هذا النشاط يأتي في سياق تواصل القارئ مع الكاتب ومشاركته بعض هواجسه الفكرية والثقافية.

بعدها تناول كلمة التقديم الأستاذ السوسيولوجي “عثمان أشقرا” حيث افتتحها بالحديث عن “سؤال المثقف” واهتمامه شخصيا بشخصية المثقف انطلاقا من التحديد السوسيولوجي، حيث ذكر نماذج من أعلام يتجلى فيها تمثل المفهوم الذي يسعى لتحديده وذلك من أمثال الناصري صاحب “الاستقصا” ومحمد بن الحسن الحجوي وغيرهم…،وأشار إلى أننا إذا أردنا أن نوسع البحث في مفهوم المثقف فلا بد من توسيعه جغرافيا على مستوى المغرب العربي وذكر لذلك صاحب الحمار الذهبي والحسن اليوسي باعتبارهم سابقين لآوانهم وأنهم عاشوا أزمات وألفوا نصوصا ولهم مرجعية، وفي بداية القرن 17 نعيش لحظة نهاية النموذج القديم وصعود نموذج آخر لكتاب عاشوا حياة عنيفة وأزمة روحية عبروا عنها في نصوص.

وبالنسبة لشخصية الروائي “حسن أوريد” أشار “عثمان أشقرا” إلى أنه قرأ له أولا بشكل عابر كتاب ” الموريسكي” في لغته الفرنسية، ومنذ سنة 2011 يقول أنه بدأ ينتبه إلى بروز نفس فكري وإبداعي ملفت للنظر إزاء شخص غير عادي أمازيغي الجذور وباعتباره سوسيولجيا فهو إزاء حالة لا يمكن الاشتغال عليها بمنطق البحث عن ميكانيزمات محددة في مجال ما خصوصا أمام التخصص الغزير والمتنوع للروائي “حسن أوريد”.

يقول “عثمان أشقرا” أنه ليس بالمختص في السرد وليس بالناقد الأدبي ولكنه يريد تحديد المجال الذي سيشتغل عليه وهو “المقاربة السوسيولوجية” لنص سردي (رباط المتنبي)عبر مستويات تنطلق من التجنيس: هل هناك فعلا قواعد مكرسة أكاديميا؟.

إن الروائيين يقول “عثمان أشقرا” انطلقوا فيما نشروه من وقائع معينة حيث أهملوا الواقع كما هو وغاصوا في شخصيات ووقائع التاريخ، والعكس هو الذي يحدث في رواية (رباط المتنبي)عبر تداخل الأزمنة فالمتنبي هو الذي يأتي لزماننا وتبدأ أحداث ووقائع حكاية هي لب النص السردي.

إذن أجازف أن أقول (=عثمان أشقرا) أن الرواية من نوع الرواية الذهنية الفكرية ولها سوابق في السرد العالمي، ويبقى السؤال في نظره لماذا المتنبي بالضبط؟ إن المتنبي كشاعر حاضر وقريب في مجمل نصوص “حسن أوريد” وطبيعة هذا الحضور أنه لا يحضر كشخص له تاريخ بعينه أو كشاعر مبدع إنه يحضر كرمز (المتنبي لا يحمل حلا ولكنه رمز أوأسطورة )[رباط المتنبي ص: 109] إن المتنبي كرمز نفتخر به لأنه رمز للنخوة العربية الرافضة للمس بالكرامة، وأنه لا يتردد في التغني بذاته كقوة وجبروت تحمل نوع من القيم المتأصلة هناك جوانب كثيرة يمكن طرحها من خلال تحديد رسالة الرواية.

بعد هذا التقديم تناول الكلمة الروائي “حسن أوريد” حيث تقدم بالشكر لمكتبة بيت الحكمة لتنظيمها لهذا الحفل وللأستاذ المقدم لرواية رباط المتنبي، وللحضور الغفير، ومشيرا بعده إلى أن المجتمعات محتاجة إلى معالم لتهتدي بها وأن سوسيولوجية المثقف وجينالوجيا المثقف عمل أساسي، حيث أن المجتمعات لا تتقدم فقط بالنتاج المادي على أهميته، يقول “حسن أوريد”: لا ننكر أن العالم يغلب عليه الطابع المادي، والثقافة هي الأساس الذي يشحذ الذاكرة.

إن البشرية لم تعرف لحد الآن بديلا عن الكتابة حيث تحمل القدرة على التنظير، وأن نرسخ ملكة القراءة والفكر هذا هو الأساس كما يقول “حسن أوريد”، أما عن شخصية المتنبي فيقول أنه أشربه كما أبناء جيله، وأنه مفعم به وحُفِّظه، وصادفه في مساره الدراسي وهو تلميذ بالمدرسة المولوية، حيث أصبح جزءا من اهتماماته.

 يقول حسن أوريد: تراودني الفكرة حول الكتابة عن المتنبي أن أجعله في مادة لرواية تاريخية لأجعله رمزا لتشريح الثقافة العربية، إن الربيع العربي بما قدحه من آمال وبما توالى عليه من انكسارات، كان أن أجعل من المتنبي ذريعة لأشرح هذه الثقافة، لم أكتب بحثا عن المتنبي، بل استحضرت المتنبي للكشف عن معاطب الثقافة العربية عبر لعبة تداخل الأزمنة.

وفي ختام كلمته أعطيت للحضور فرصة التحاور المباشر مع صاحب رواية (رباط المتنبي) حيث دارت الأسئلة في مجملها حول لغة الكتابة، وحول توظيف اللغة العامية في الرواية، ودور المثقف، حيث أجاب عنها الروائي حسن أوريد باقتضاب مشير إلى أن الثورات قديما كانت تقوم على نخب بدون جماهير واليوم في الربيع العربي جماهير بدون نخب فالواقع معقد وليس هناك أبيض أو أسود بل هناك فضاء من الألوان، مشيرا إلى أن هناك غيابا للمثقف وأنه يعيش غربة وصراع ذاتي وليس من أجل المجتمع وذلك في غياب البنيات الحافظة (= بنية الدولة) فالمثقف دائما ينبغي أن يتحدث باسم الحقيقة والعدالة، أما بخصوص توظيف العامية فهي ليست بديلا عن اللغة المقعدة وهذا الخطاب المضمر من توظيفها.

وفي الختام تم توقيع رواية (رباط المتنبي) وغيرها من أعمال الروائي “حسن أوريد”

Loading...