أخرباش.. الصور النمطية القائمة على النوع في وسائل الإعلام سقف زجاجي جديد يعيق تمكين المرأة

قالت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش ، اليوم الأربعاء بعمان ، إن “الصور النمطية القائمة على النوع في وسائل الإعلام تشكل سقفا زجاجيا جديدا يعيق تمكين المرأة”.

وأوضحت أخرباش خلال مشاركتها على رأس وفد من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في أشغال منتدى الحوار الأورومتوسطي (يوروميد) للمرأة، المنظم من قبل مؤسسة آناليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، أنه “تحت ضغط الكليشيهات السائدة والمتداولة، يسود تطبيع المجتمعات مع التمثلات الجماعية التمييزية ضد النساء، وتستبطن المرأة نفسها، الصورة النمطية، وأحيانا حتى العنف الرمزي التي تقع ضحية له “.

وتابعت أن وسائل الإعلام تضطلع بدور مركزي في محاربة إنتاج وإعادة إنتاج الصور النمطية القائمة على النوع، والذي يعد دورا حصريا ، لافتة إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الاشتغال على الصورة/التمثل، بل في بناء ثقافة المساواة والمناصفة ، وهو الأمر المنوط بفضاءات وأدوات ومؤسسات أخرى لها دور حاسم بهذا الخصوص (المدرسة، الأسرة، أماكن العبادة، البرلمان…).

وفي معرض تقديمها لمقاربة وعمل الهيأة في مجال النهوض بالثقافة والمساواة المواطنة بالمغرب ، ذكرت السيدة أخرباش بأن لهيئات تقنين وسائل الإعلام دور متفرد في هذا المجال، لأن مهمتها تكمن في الموازنة بين المبدأ الأساسي لحرية التعبير والتزام تقيد المضامين الإعلامية بالمبادئ الإنسانية والديموقراطية للمساواة في الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية.

ويناقش المنتدى ، المنظم بتعاون مع اليونسكو وصندوق الأمم المتحدة للمرأة والمفوضية الأوروبية بمشاركة عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني من أوروبا ومنطقة البحر المتوسط، سبل تمكين المرأة ووصولها إلى مواقع صناعة القرار في مختلف المجالات الحياتية، إلى جانب بحث آليات التعاون بين المشاركين في مجالات الإعلام والثقافة والتعليم والمشاريع الريادية الاجتماعية وتبادل الخبرات والتجارب بينهم.

كما يطرح للنقاش عددا من المحاور والمواضيع التي تسلط الضوء على دور المرأة ومشاركتها في تعزيز عملية الحوار الفكري والثقافي وتبادل الخبرات وتجارب مواجهة الصورة النمطية السائدة التي تعيق المشاركة الفاعلة للمرأة في المجتمع.

ويبحث المشاركون، أيضا ، قصص النجاح التي حققتها المرأة في هذه المجالات بالإضافة إلى بحث الفرص التي توفرها المنظمات الدولية المانحة لدعم التعاون والشراكة بين المنظمات المانحة ومؤسسات المجتمع المدني بهدف إزالة الأفكار السلبية عن التمييز بين الجنسين.

كما يناقشون ايجاد صيغة فاعلة للتعاون بين النساء والرجال في المنطقة الأورومتوسطية (يوروميد) لإبراز أهمية الجهود التي تبذلها المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع.

وعلى هامش أشغال هذا المنتدى، عقدت  لطيفة أخرباش اجتماعا ثنائيا مع السيد محمد قطيشات المدير العام لهيئة الإعلام، المؤسسة التي تتولى تقنين وسائل الإعلام بالأردن.

كما تباحثت مع بيان طل المكلفة بالتربية على وسائل الإعلام والاتصال بمعهد الإعلام الأردني، المؤسسة التعليمية غير الربحية التي تعمل في مجال تقوية قدرات الصحافيين ومهنيي الإعلام بالأردن والمنطقة.

وضم وفد الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري المشارك في أشغال هذا المنتدى كلا من السيدتين فاطمة برودي وبديعة الراضي، عضوي المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، والسيدة هدى صابري، مكلفة بدراسات وسائل الإعلام، بمديرية الدراسات والتنمية.

وتضم مؤسسة آنا ليند للحوار الأورومتوسطي التي تأسست عام 2005 ومقرها في الإسكندرية بمصر، عددا من مؤسسات المجتمع المدني في 42 دولة أوروبية وشرق أوسطية بهدف بناء جسور الثقة وتطوير آفاق التفاهم المتبادل، والحوار المشترك وسبل التعارف وتبادل التجارب والخبرات الثقافية والفكرية.

و م ع

Loading...