يعتبر الشريط الساحلي المتوسطي، منطقة ذات آفاق واعدة في مجال تربية الأحياء البحرية، بفضل موقعه الجيو إستراتيجي المتميز، وجودة مياهه الملائمة لمزاولة هذا النشاط، فضلا عن وجود خبرة مهنية في مجال الصيد البحري والصناعات التحويلية، دون إغفال توفره على مناخ سوسيو اقتصادي ملائم لخلق مشاريع كفيلة باستدامة الموارد السمكية وتعزيز العرض المغربي من منتوجات البحر.
وبالنظر إلى المؤهلات التي تتوفر عليها جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، تبنت الوكالة الوطنية لتربية الأحياء البحرية مخطـطا لتهيئة وتنمية القطاع عـلى طول سواحل الجهة، يهدف إلى إدماج وتنظيم تعايش تربية الأحياء البحرية مع الأنشطة الساحلية الأخرى القائمة بالجهة، إذ جرى تحديد العديد من المناطق التي تتوفر على إمكانيات ومؤهلات تتيح تعزيز تنمية مسـتدامة لأنشطة تربية الأحياء البحرية، خصوصا نشاط تربية الأسماك، وتم تقسـيمها إلى منطقتين بمساحة إجمالية تصل إلى 820 هكتار، خصص منها 595 هكتار لإنجاز مشاريع مزارع تربية الأحياء البحرية، فيما خصص الباقي لتربية الصدفيـات والأسماك.
ومن بين المشاريع الرائدة بمنطقة الشمال، نجد مزرعة “أكوا مضيق” التي أنشئت سنة 1998، إذ تعتبر أول شركة مغربية متخصصة في مجال تربية سمك الدرعي في البحـر المفتـوح، وتقـع المزرعة بخليج المضيق على مساحة 7 هكتارات، وهو موقع مناسب للتكاثر لأنه بعيد عن تأثير العواصف ويتزود بمياه نقية وخالية من أي تلوث.
وتعتمد مزرعة “أكوا مضيق” في عملية تربية الأسماك على تقنية الأقفاص العائمة والشباك المثبتة في البحر عبر نظام تثبيت خاص يعتمد على الأحبال المقاومة للتأثيرات البحرية، وهي مهارات تقنية معترف بها دوليا، مكنت الشركة من إنتاج 120 طنا السنة الماضية (2018)، وتـم تسـويقها بالكامـل في السـوق المغـربي، وذلك في أفق أن تصل القدرة الإنتاجية إلى 200 طنا مستقبلا.
وتتوفر الشركة، التي تقـع مقرها وسط مينـاء المضيـق للصيـد، على يد عاملة متخصصة وشابة وذات قدرات ومهارات، وكذا وحدة تعبئة معتمدة من المفوضية الأوروبية، وورشة للصناعة شـباك الصيد، وفضاءات تخزين المواد الغذائية، وقوارب النقل البحري.