مازالت الحواجز الأمنية التي أقامتها السّلطات الإسبانية تُعيق تحرّك مئات المغاربة من ممتهني التّهريب بالقربِ من معبر سبتة المحتلة، حيث أصبح عبور الحدود “مهمّة مستحيلة” في ظلّ تدفّقات المهرّبين، بينما تؤكّد الجارة الشّمالية أنّها ستلتزمُ بفتح المعابر التجارية الحدودية ابتداء من 8 نونبر الجاري.
وتقترحُ السّلطات الإسبانية تنصيب وحدات أمنية جديدة بالقربِ من المعبر الحدودي “تاراخال”، بناء على طلب صريح من وفد الحكومة، بينما تطلب أحزاب اليمين المتطرّف تشييد أسوار عازلة تمنع تدفّق المهاجرين والمهربين الذين يؤثّرون في الاقتصاد الإسباني والمحلي.
وأوردت السّلطات الإسبانية أنها “تعمل على ضمان تدفّق المواطنين المغاربة القادمين من مدن الشّمال كتطوان والفنيدق، كما تسمحُ لحاملي التأشيرات الدّخول إلى التّراب الإسباني بدون أيّ عراقيل، لكن مع ارتفاع عدد المهرّبين والمهاجرين الذين يتسللون إلى الثغر المحتل، أصبح لزاماً تشديد المراقبة الأمنية والعمل بالتنسيق مع السلطات المغربية لوضع حد لهذه الفوضى”.
وينتقد ممتهنو التهريب القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها عليهم السلطات الإسبانية والمغربية، ويؤكّدون أنه “لم تقع أيّ حوادث متعلقة بهذه الإغلاقات في الجانب الإسباني رغم أنها أثرت على التطور الطبيعي لدخول وخروج كل من الأشخاص والعربات”.
واندلعت احتجاجات خاضتها نساء مغربيات ومجموعة من المهرّبين بالقرب من معبر سبتة الحدودي، بعد تشديد الخناق على عملهم وتنقّلهم عقب فرض إسبانيا لمقاربة أمنية متشدّدة من الجانب الإسباني. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية أنّ “حدود تاراخال” التي تفصل سبتة المحتلة عن المغرب شهدت إغلاقات متقطعة من قبل الجانب المغربي.
وتشدّد السلطات الإسبانية مراقبتها على الحدود، خاصة الشّمالية منها، التي تعرفُ توافداً كبيراً للمهاجرين وممتهني التهريب؛ إذ سبق أن أغلقت الحدود الشمالية (معبر بنزو الحدودي) التي تفصل سبتة المحتلة عن المغرب أمام حركة مرور المسافرين والسيارات، نتيجة للأضرار الناجمة عن الهجوم الواسع الذي شنّه المهاجرون الأفارقة على السياج الحدودي.
وفي سياق متّصل، أعلن وزير الداخلية الإسباني بالإنابة، فرناندو غراندي مارلاسكا، أنّ مدريد تدرس طرح تغييرات طارئة على مستوى مراقبة الحدود، حتى تصبح أكثر أمانًا؛ وذلك للسيطرة على تدفقات الهجرة غير النظامية، وقال: “سنبني أسواراً جديدة أكثر أمنا لا يمكن تجاوزها، لكنها لن تهدد الحقوق الأساسية لسلامة الناس”.
وكان المغرب قرّر، في أولى إجراءاته الاحترازية رداً على إقْدامِ السّلطات الإسبانية على وضْعِ حواجز عسكرية وأمنية جديدة بالقربِ من ثغريْ سبتة ومليلية المحتلين، إغلاقِ المعبر الحدودي “تاراخال”، الذي يفصلُ مدينة سبتة المحتلة عن المغرب، بسببِ اندلاعِ احتجاجات بالقُربِ من الحدود.