كشفت مصادر مطلعة عن استعمال السلطات المحلية، بعدد من مدن الشمال، لطائرات دون طيار لمراقبة وإحصاء حقول القنب الهندي.
العملية، التي تشرف عليها مصالح وزارة الداخلية، كانت قد انطلقت منذ فترة، بمراقبة البناء العشوائي بعدد من المدن، وحاليا يتم استعمال نفس التقنية لمراقبة مزارع القنب الهندي.
مصادر الجريدة أكدت أن طائرات بدون طيار، المعروفة بـ«الدورن»، تشتغل بتقنيات عالية، وتتوفر على كاميرات جيدة، تقوم بجولات على ارتفاع مهم بعدد من المناطق التي تنشط بها زراعة القنب الهندي، حيث يتم رصد وتتبع عمليات الحرث، وعمليات جلب المياه من بعض الوديان والآبار، التي يتم حفرها لهذا الغرض.
وتعرف عدد من مناطق الريف الغربي، ضواحي شفشاون حتى مشارف الحسيمة، وبعض المجالات القروية التابعة للعرائش، نشاط مكثفا لزراعة القنب الهندي، بعضها على ممتلكات الدولة، وأخرى بأراضي الحبوس والأوقاف. وهو ما دفع السلطات لاستعمال تلك الطائرات.
وكشفت المصادر ذاتها أن الوسيلة الوحيدة، التي يمكن بها الوصول لتلك المناطق النائية، ورصد تلك الحقول والمزارع، هي استعمال تلك الطائرات الموجهة عن بعد، والتي لا تظهر بالعين المجردة، وغالبا ما لا تحدث أصواتا يمكن كشفها، خاصة وأن غالبية المزارعين يختارون أماكن بعيدة جدا يصعب الوصول إليها.
واستبعدت مصادر الجريدة أن يكون الهدف من ذلك أي تدخل آني لمتابعة المزارعين، لكن الهدف الأساسي هو وضع خارطة حقيقية لتلك المزارع، ووضع دراسة عن عددها وأماكنها، مضيفة أن العملية ليست لها طبيعة أمنية بقدر ما هي محاولة لمعرفة مزيد من التفاصيل عن واقع هاته النبتة المحظورة.
يذكر أن السلطات شددت الخناق على التجار الكبار، الذين أصبحوا محاصرين على مستوى البر والبحر، في حين خفت من مواجهتها للمزارعين من أهالي المنطقة الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة.
ووجدت السلطات، في غياب بدائل حقيقية، صعوبات في محاربة هاته الزراعة التقليدية بمناطق الشمال، والتي تعيل أكثر من نصف مليون شخص تقريبا، حسب إحصاءات رسمية تم نشرها في وقت سابق، إذ إن عددا كبيرا من الأسر تعتبر زراعة القنب الهندي مورد رزقها الوحيد بتلك المناطق المهمشة.
- Facebook Comments
- تعليقات