احذروا أيها الصحفيون المغاربة! لا تدخلوا تلك المجموعة الفيسبوكية فهي مقبرة جماعية لكل الزملاء والهدف من فتحها هو التخلص منا

المصدر ؛كود// حميد زيد – 21/11/2019 

لا تدخلوا.

ومن لم يتلق الدعوة بعد لدخول تلك المجموعة الفيسبوكية الخاصة بالصحفيين فليحذر. ولا يقبل الدعوة.

ومن دخل منكم فقد وقع في الفخ.

إنها حفرة. وليست مجموعة.

والهدف منها هو استدراجنا إليها. و تكديسنا فيها. وهو جمعنا في تلك الحفرة. ليسهل عليهم في ما بعد التخلص منا.

وربما سيدفوننا في هذه المقبرة الجماعية الإلكترونية.

وربما سيبيعوننا لدولة أجنبية.

فمنذ أيام وهم يقدمون لنا الطعم.

ومنذ أيام وهم يصطادوننا. الصحفي تلو الآخر. وحين سندخل جميعا إلى المجموعة. سيغلقون بابها بإحكام وبمئات الأقفال.

ولن يفتحوه بعد ذلك.

ومهما صحنا. ومهما صرخنا. فلن نستطيع الخروج من تلك الحفرة.

ولأن عددنا كبير. ولأننا سنتزاحم. ولأن خطوط تحريرنا مختلفة ومتناقضة. ولأن بعضنا غير مهني. والبعض الآخر غير متلائم. فإننا سنصطدم مع بعضنا البعض. وسيدوس القوي على الضعيف. وسنهبط إلى القاع. وسنحاول  الصعود إلى فوق. حيث يوجد الفيسبوك. لكن عبثا.

وسنختنق في الحفرة. وسينعدم الأوكسجين. وسيغمى علينا.

وقد نفارق الحياة.

ورغم أن البعض منكم  يا زملائي لا يكف عن التبجح بالتحقيقات التي أنجزها.

وبالجوائز التي فاز بها في الخليج.

وبإنجازاته. وبمهنيتة. وينتقد الدخلاء.

فقد وقعتم في تلك الحفرة دون أن تتحقوا من خبرها.  ودخلتم إليها دون تتصلوا بمصادركم.

ودون أن تسألوا الأسئلة الخمسة.

ومن صاحب المجموعة.

ومتى فتحها. وأين. وكيف. ولماذا.

وما الهدف منها.

ولن تنفعكم مهنية ولا جوائز ولا شهرة وأنتم تحت. ولا أحد يعرف مصيركم.

ولن ينفعكم حينها مال ولا عمل نقابي.

ولا مجلس وطني.

وما فاجأني هو تهور بعض رؤساء التحرير ومدراء النشر وتزاحمهم مع الصحفيين.

وبدل أن يتأكدوا قبل الدخول.

وبدل أن يرسلوا صحفية متدربة للاستطلاع.

وبدلوا أن يضحوا بصحفي مبتدىء لا يحصل على الحد للأجور ليتقصى ويحفر ويجمع المعلومات حول المجموعة. غامروا بحياتهم ومستقبلهم ووقعوا في قعرها .

وبدل ذلك اختلطوا بالمأجورين.

ولو بيننا حكيم واحد في هذه المهنة.

ولو  بيننا عاقل.

وبدل هذه الهرولة الجماعية إلى الدخول. وإبداء الرأي.

فقد كان من الأجدى ومن الأفيد لكل الجسم الصحفي أن يبقى في الخارج.

وألا يدخل.

ليكتب عن قصتنا.

وليحكي ما وقع لنا جميعا. وكيف دخلنا ولم نعد قادرين على الخروج.

وليخبر زملاءنا في الخارج.

وليبحثوا عنا. وليفتحوا باب المجموعة كي نخرج منها.

هذا إذا كنا مازلنا على قيد الحياة. ولم ندس على بعضنا. ولم يقع تدافع بيننا. وازدحام. ودوس. وتناقض تحريري.

وهذا مستبعد في ظل التنافس الحاصل بيننا.

وفي ظل تكاثر الصحفيين.

وفي ظل الخطر الذي قد تشكله الميكروفونات والكاميرات.

وحسب مصادر مطلعة فإن المخزن هو الذي جمعنا في هذه المجوعة ليتخلص من ضجيجنا.

وكي لا يضطر في كل مرة إلى القبض على واحد منا.

ويقول مصدر رفض الكشف عن اسمه أن السبب الذي دعا تلك الجهة إلى فتح هذه المجموعة هو تزايد عددنا بشكل مهول.

وأن الهدف ليس هو القضاء علينا.

وجمعنا في مكان واحد وإبادتنا بعد أن نلتحق بها جميعا.

بل فقط التقليص من عددنا.

وإعادة هيكلة القطاع.

وإصلاحه من الداخل. لكن من هو الصحفي المغفل الذي يمكنه أن يصدق هذه الرواية.

فلا تدخلوا أيها الزملاء.

ولأني مجرب.ومستشرف. فإني أرى حربا وشيكة ستقع بين الزملاء في الحفرة.

وسيسقط ضحايا بالجملة.

فاحذروا.

ولا تدخلوها بعيون مغمضة

ولا تكتبوا فيها بالمجان كأنكم أغنياء.

فهي حفرة. وليست مجموعة.  ولا مالك لها. وغير مؤدى عن المقالات المكتوبة فيها.

بل لن أبالغ إن قلت إنها أوشفيتز جديدة.

وتطهير عرقي لجنس الصحفيين المغاربة.

ولا تقولي إني لم أنذركم.

ولا تقولوا ظنناه يسخر.

Loading...