تألق عدد من الشباب الهواة بمدنية شفشاون في إعداد وإخراج أفلام وثائقية قصيرة ترصد التمازج بين التراث الموسيقي والمؤثرات البصرية في إطار برنامج “ريمكس – ثقافة” الرامي إلى إنتاج أشرطة وثائقية وموسيقية صوفية.
وتبرز أهمية الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها في إطار هذا البرنامج، الذي تنفذه جمعية تحمل الاسم ذاته ويوجد مقرها بنيويورك، في تطرقها إلى بورتريهات شخصيات واقعية متعددة المهن والتجارب الفنية والإنسانية، القاسم المشترك بينها مدينة شفشاون وفضاءاتها العمرانية المتسمة بالمعمار المورسكي ذي اللون الأزرق.
ويدير هذا البرنامج الفنان المغربي حاتم بليماني، 42 سنة، من مواليد الدار البيضاء، حيث نشأ ودرس بالمعهد الموسيقي في تخصص “بيانو غربي”، قبل هجرته إلى الولايات المتحدة لتعميق دراساته الموسيقية، ومن ثم التخصص في التراث والتقاليد الموسيقية المغرب.
وأبرز حاتم بليماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشروع “ريميكس – ثقافة” يهتم بكل “ما هو ثقافي وموسيقي من أجل تكريس التبادل والعطاء الإنساني”، مبرزا أنه يروم من خلاله “خلق حوار بين الفنانين وشرائح متعددة من الناس، حول تجاربهم في الحياة داخل المجتمع، عبر إنتاج أفلام وثائقية قصيرة، يلتقي فيها الناس من جميع مناطق المغرب والعالم”.
وأشار إلى أن 11 شابا هاويا استفادوا من تكوين نظري وتطبيقي في ورشة سينمائية حول صناعة الأفلام الوثائقية، استمرت لمدة ثلاثة أسابيع جرت في شهر أكتوبر الماضي بمقر دار الجمعيات بمدينة شفشاون وبتأطير من أطر الجمعية، موضحا أنه تم التركيز في التكوين على تقنيات ومبادئ تصوير وإخراج الأفلام الوثائقية.
وخلص الفنان بليماني إلى أن “الأفلام الوثائقية كشفت عن التراث الموسيقي المتنوع لمنطقة شفشاون، خاصة فن الحضرة الشفشاونية، الذي يعتبر نمطا غنائيا صوفيا يمتاز بمرجعيات تراثية وثقافية تنهل من التقاليد الموسيقية المغربية العريقة”.
وأثمر هذا التكوين عن إنتاج 8 أفلام وثائقية قصيرة من إخراج الهواة المستفيدين من الدورة، تتراوح مدتها بين 7 و10 دقائق وصورت باستعمال كاميرا عالية الدقة، حيث عرضت نهاية الأسبوع الماضي بدار الشباب بحضور المخرجين وعدد من المهتمين بالسينما والفن عموما، وتوج العرض بسهرة فنية صوفية من أداء مجموعة الحضرة الشفشاونية، برئاسة الفنانة للارحوم البقالي.