منتدى الروافد للثقافة والفنون بتطوان يستضيف الأديب المغربي العربي بنجلون

 بقلم ؛ الزهرة حمودان

عرفت قاعة الندوات بالمركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوينبتطوان،يوم الجمعة 29 نوفمبر 2019، يوما سيخلده التاريخ الثقافي للمدينة، ويُسجَّل في مسار منتدى الروافد للثقافة والفنون، ورئيسته الدكتورة فاطمة الميموني، علامة وامضة لا يخبو وهجها؛ وذلك باستضافة قامة مغربية في الأدب المغربي، الأديب ورجل التربية والتدريس، العربي بنجلون، فكان أن زغردت الطفولة وانتشت، ففاضت تعابير وإمكانات من الوعي، ألجمت ألسنة الحضور.

ساهم بحضورهم الباذخ أدباء المدينة ومبدعوها، وأطر جامعية، فكان من بين كل هؤلاء المسرحي رضوان حدادو، والروائي عبد الجليل التهامي الوزاني، والشاعر حسن مارصو، والناقد والمحقق الأكاديمي الدكتور محمد الفهري، بالإضافة إلى مهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة، وأطر من رجال التعليم ونسائه، وآباء بعض الحضور من الأطفال/القراء، الذين شاركوا بمداخلاتهم الناضجة والعميقة، ذات المرجعية القرائية، فكان أن ضجت القاعة بوعي آت يينع ويزهر.

أطر اللقاء الدكتورة فاطمة الميموني، التي قدمت الضيف بكلمات الترحيب مع تعريف مقتضب، تلاه شريط مصور يفصل حياة الأديب العربي بنجلون، وعطاءه في الكتابة والتأليف، ثم ما قدمه للطفولة المغربية والعربية من أعمال رسخته كاسم فاعل في ذاكرة الصغار والكبار ببلادنا وبباقي دول العلم، إذ كان أن اعتمدت المنظومات التعليمية الأوروبية بعض أبحاثه، ضمن تطبيقها لأطروحة التعليم غير النظامي، بالإضافة إلى اشتغاله في مجال الاعلام مع كل من هولندا وسويسرا.

بصمت فعاليةَ هذا الحدث علامةٌ فارقة في اللقاءات الثقافية، وكسرت توقعات قواعد الكبار، ذلك أن حضور وتفاعل الأطفال، كاد يفوق حضور الكبار؛ فكان تجاوب الضيف الكبير مميزا وراقيا، إذ سمى هذه الفئة من ضيوف القاعة بالكبار، وبعيدا عن الأساليب الفوقية أو الوعظية، أخذت حواراته معهم باهتمام وإعجاب باقي الحضور، وأبهجت صدور الأطفال الكبار، وأطلقت ألسنتهم بالسؤال والتفاعل المباشر مع نجمهم في التصور القرائي لديهم.

بعد فقرة التقديم، أعطيت الكلمة للزهرة حمودان التي قدمت عرضا استقرائيا في المسار الإبداعي للضيف، تحت عنوان: ” البعد الامبيريقي في أعمال الأديب المغربي العربي بنجلون”، في محاولة للكشف عن المشروع الفكري/الوطني لديه؛ وذلك من خلال قراءة عتبات العنوان لأعماله. تلتها مداخلة الناقد خالد البقالي القاسمي، حول كتاب “الأدب المغربي” من تأليف المحتفى به، ليفتح باب الحوار والمناقشة، فتفاعلت القاعة بكافة فئاتها العمرية، حيث فك عقال السؤال وتألقت المعرفة، وغدقت على الجموع فيوضات تجربة متفردة بوجودها الفاعل والمؤثر في الثقافة المغربية المعاصرة، أفادت الجميع.

تم اختتامالحفل التكريمي لرائد الكتابةللطفل ببلادنا، الأديب والباحث والمفكر العربي بنجلون بتسليمه درع منتدى الروافد للثقافة والفنون، والشواهد التقديرية على المساهمين في تنشيط الحدث، بمن فيهم الأطفال الذين كانت لديهم مداخلات في هذا اللقاء. كما قام الضيف بتوقيع بعض كتبه، وأخذ صور تذكارية مع الحضور.

ومما تجدر الإشارة إليه، الجهود القيمة للسيد عماد العطار المسؤول عن التنشيط الثقافي بالمركز السوسيوثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان، من أجل إنجاح هذا اللقاء، وكذا الأستاذة سعاد الخياط، وباقيالطاقم التربوي النسائي الذي أشرف على تأطير أطفال نادي القراءة بالمركز.

Loading...