بقلم عبد الحميد العزوزي
بعض الناس نشروا إعلان مناقشة الأطروحة أسفله على سبيل الطعن والإستهزاء من الموضوع انطلاقا من العنوان فقط (لا أعرف ما الذي أوحى لهم به العنوان)، وقد ذهب بعضهم إلى القول بأن الباحث معد الأطروحة هو ابن المشرف انطلاقا من كونهما يحملان نفس الإسم العائلي فقط.
كل الأحكام استنبطت من منشور الإعلان… ولا أحد كلف نفسه عناء نقر أسماء هؤلاء في “غوغل” وذلك أضعف الإيمان، ولا أحد اطلع على البحث بعد.
ولأن مثل هذا الرأي هو الذي يسود مواقع التواصل الإجتماعي في مواضيع شتى، أود أن أوجه عناية هؤلاء وما أكثرهم إلى أن الباحث محمد أمين مشبال تقاعد عن العمل مذ أربع سنوات، وهو بالمناسبة أكبر عمرا من الأستاذ المشرف، وأن مشبال معتقل سياسي سابق حوكم ب20سنة سجنا نافذا في محاكمة الدار البيضاء الشهيرة سنة 1977رفقة 139 من رفقائه المنتمين لتنظيمات لينينية ماركسية( إلى الأمام/23مارس..) كالمرحوم ادريس بنزكري، ونودا عبد الرحمان، وعبد الله الحريف، وأحمد بناصر ، يونس مجاهد، وع العزيز الطريبق، والراحل السرفاتي…
قضى مشبال 11سنة سجنا بمختلف سجون المملكة، ولكم أن تتصوروا معاملة السجناء المتهمين بتهم كقلب النظام ومعاداة الوحدة الترابية للبلد سنوات الرصاص حيث لا حقوق الإنسان ولا هم يحزنون.
له رواية من أدب السجون بعنوان: “أحلام الظلمة” تحكي عن تجربته طيلة مدة سجنه.
مشبال من أبرز الذين عاكسوا الراحل ابراهام السرفاتي آنذاك وهم في السجن حول مجموعة من القضايا الوطنية الأساسية ومنها قضية الوحدة الترابية، وهي المواقف التي ساهمت في تهييئ مناخ الإنفراج السياسي نهاية الثمانينات.
الأستاذ مشبال ورغم ما يمكن أن يقع لأي كان بعد تجربة سجنية كهذه، وبتهم كهذه سنوات السبعينات أي بعد انقلابين فاشلين 71/72، لم يستسلم، لم ينهزم، لم يتراجع عن مواقف إنسانية جريئة ونبيلة جرت عليه الكثير من الظغط والتهميش بعد ذلك، بل، واصل مساره المهني والدراسي إلى أن حصل على ماستر من مدرسة فهد العليا للترجمة بطنجة، ثم الدكتوراه التي سيناقشها غدا بكلية الآداب بتطوان في موضوع مهم جدا وهو:”بلاغة الخطاب السجالي لدى ع الاله بنكيران”. أقول مهم لأنني اطلعت على جزء من الأطروحة أثناء الإعداد.
لقد سبق وأن جمعتني به تجربة تأسيس نقابة الصحافيين المغاربة فرع تطوان قبل سنوات(وهو بالمناسبة نقيب النقابة بتطوان وعضو المكتب المركزي)، ثم بعد ذلك مواضيع وملفات ومعارك أخرى مكنتني من التعرف عن قرب على شخصية الرجل.. صبر لا ينضب، قراءة ومطالعة مايجري بشكل متواصل، اهتمام كبير بالكتب، حس سياسي متقد، عطاء دون مقابل، وطاقة ايجابية مع حب الحياة بما لها وما عليها…
وحتى لا أطيل، أود أن أقول لمن يحترف إصدار الأحكام السطحية، بأن رجلا يقارب السبعين من عمره، وقاسى ما قاساه في تجربته السياسية والمجتمعية، وتجاوز كل شيء، بل، واصل سيرته الدراسية إلى أن حصل على درجة الدكتوراه عليك أن تنحني له احتراما وكفى بدل النزقية الفارغة.
*ملحوظة: رئيس اللجنة الحامل لنفس إسمي العائلي لا يعرفني ولا أعرفه.