أنهى فريق طلية تطوان لكرة اليد مرحلة الذهاب للقسم الوطني الممتاز لشطر الشمال في المرتبة الثانية ب25 نقطة على بعد نقطتين من المتصدر الجيش الملكي، وذلك ب8 إنتصارات وهزيمة واحدة، في مجموعة يتواجد بها أعرق الأندية من قبيل المولودية الوجدية والنادي المكناسي وجمعية تازة ونهضة طنجة.
وكان نادي طلبة تطوان لكرة اليد قد أمن مرتبة وصافة الدوري بعد فوزه، نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة طنجة، على فريق نهضة طنجة بحصة 2 مقابل 24، حيث إستأسد أبناء المدرب يحيى جلال طيلة أطوار اللقاء، وأبانوا عن قتالية وتفاني في تمثيل كرة اليد التطوانية، على الرغم الإمكانيات المادية الضعيفة التي يدبر بها المكتب المسير أطوار الدوري الممتاز.
فإذا كان فريق نهضة طنجة لكرة اليد وجد آذانا صاغية من لدن مدبري الشأن المحلي بمدينة طنجة، بعد تهديدهم الإنسحاب من البطولة الوطنية، قبل إنطلاق منافساتها، حيث أمنت جماعة طنجة مبلغ 37 مليون سنتيم كدعم لممثل عاصمة البوغاز في هذا النوع الرياضي، هذا دون الحديث عن دعم مجلس العمالة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وكذا المؤسسات الإقتصادية بالمدينة، بالمقابل نجد نادي طلبة تطوان لكرة اليد توصل منذ إنطلاق البطولة فقط بمليون سنتيم كدعم من مجلس عمالة تطوان، في الوقت الذي سدت فيه صنابير الدعم المالي على الفريق، وتوجهت قنواته فقط نحو فريق المغرب التطوان لكرة القدم، حيث كان آخرها تجديد إتفاقية الشراكة بين نادي المغرب التطواني لكرة القدم وجماعة تطوان، والتي سيحصل بموجبها ولمدة ثلاث سنوات على مبلغ 350 مليون سنتيم، وهو مبلغ غير كافي لفريق يسير بأزيد من 4 ملايير سنويا، فما أدراك بباقي فرق المدينة التي لاتستفيد من الدعم العمومي أو تستفيد بمبالغ زهيدة لا تغطي مصاريف مباراة واحدة أو مباراتين.
إنه من العدالة الرياضية في الإقليم والجهة، أن يتم التعامل مع جميع الأنواع الرياضية بنفس المنطق الرياضي “الرياضيات” والدعم المالي، وأن يطبق مبدأ المردودية والعطاء والتمثيل الرياضي في الدعم العمومي، فمن المجحف إن لم نقل من العار أن فريقا رياضيا بالمدينة يمثل الرياضة التطوانية ويقود قاطرة كرة اليد بالشمال تخصص له مؤسسة منتخبة مليون سنتيم فقط كدعم مالي، في الوقت الذي تنمح لجمعية حي أو زقاق لدواعي إنتخابية مبلغا يفوق ما تم منحه لطبلة تطوان أضعافا مضاعفة.
فإذا كانت التقارير المالية للجموع العامة السابقة لنادي طلبة تطوان لكرة اليد، تؤشر على 10 في المائة من مجموع مداخيل النادي تأتي من المنح السنوية للمؤسسات المنتخبة، فإنه هذه السنة قد لا يتعدى واحد في المائة، على إعتبار أن النادي يتم تدبيره بأكثر من مليون درهم سنويا، نظرا للإستحقاقات وتطلعات الفريق.
فالعيب كل العيب أن يتم تجاهل وتحاشي نادي طلبة تطوان لكرة اليد، الذي يعد ذاكرة متجدرة في تاريخ الرياضة التطوانية، والذي صنع أفراحا كبرى للمدينة على مدار 40 سنة من الممارسة، أنجب العديد من القامات الرياضية، وأطر أجيالا من الرياضيين والشباب، بل كان إلى وقت قريب متنفسا رياضيا للمدينة ولأبنائها وصانعا لأفراحها، حتى أضحى منذورا إلى الزوال، بفعل سد صنابير الدعم العمومي، على الرغم من النداءات وإطلاق صفارات الإنذار من طرف مسؤولي الفريق غير ما مرة.
بل أكثر من كل هذا وذاك لماذا يتم بناء هذه القاعات الرياضية بالمدينة والإقليم، إذا لم يتم دعم الفرق الرياضية في مختلف الأنواع الرياضية، فبناؤها من عدمه سيان إذا كان مصير أعرق الفرق الرياضية التجاهل والنسيان، لأن تاريخ الرياضة التطوانية لا يجب إختزاله فقط في كرة القدم.
إن إستقراء نتائج الفرق الرياضية في جميع الأنواع الرياضية بمدينة تطوان خلال هذا الموسم الرياضي، يؤكد أن نادي طلبة تطوان يتربع على عرش الفرق التطوانية في جميع الرياضات، من حيث النتائج والأداء والمردودية، وذلك بمبلغ مليون سنتيم فقط كدعم عمومي.