صدى تطوان
يستمر وباء كورونا في حصد آلاف الأرواح بعد ان توسعت دائرة انتشاره إذ شمل الكون، حيث تختبر دول في مدى استعداداتها في مواجهة الازمات الصحية الطارئة تحل بالمجتمعات من دون سابق إنذار اذ اربك هذا الوباء عدة حسابات، ولم يفرق بين البشر في دينهم او بشرتهم او جغرافيتهم، فهو قلب مواعيد قلما زعزعت تاريخ البشرية، وآخر ما ترتب عن هذا الوباء تأجيل تظاهرة الألعاب الأولمبية ، التي لم تجر إلا في ثلاث مناسبات بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية وليس بفعل وباء مثل “كوفيد 19”.
المغرب هو الآخر يسابق الزمن، ولا يتأخر مسؤلوه يوميا في إيجاد حلول صحية واقتصادية لمعالجة المصابين بهذا الوباء والتخفيف في ذات الوقت من معاناة المتضررين من الذين تأثروا في كسب قوت يومهم.
وإذا كانت السلطات المغربية تعمل جاهدة في احتواء هذه الازمة الصحية الخطيرة على حياة المجتمع، فإن البعض وجد في هذا البلاء فرصة له في الاستخفاف من الإجراءات ، التي تسطرها الدولة بحكم أفكاره المحدودة ومعرفته الضيقة لمقاصد تداعيات مثل هذه النوازل، ومما يزيد الطين بلة هو إصرار البعض في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الزائفة وترويج الشائعات وفبركة الفيديوهات من أجل بث البلبلة والتشكيك في القرارات المتخذة، او الحصول على أكبر نسبة من المشاهدة او بجعل الفضاء الرقمي وسيلة للترفيه والتسلية والسخرية غير عابيء بعواقب الامور. وامام هذه الحالة تضطر النيابة العامة إلى متابعة المخالفين لقوانين النشر حيث بلغ عددهم إلى خمسين متابعا وقد يزيد العدد مع المتهاونين بالوظائف المثلى لوسائل التواصل الاجتماعي.
وإذا كانت قلة قليلة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي فيما يضر المجتمع ويضرب قيمه ، فإن القاعدة الكبرى هي واعية بالشبكة العنكبوتية وتستغلها في جلب المصلحة ودرء المفسدة بمد يد العون إلى المحتاجين وبث رسائل التحسبس والتضامن بين مكونات الشعب، وهذا من أحسن تجليات مظاهر التواصل الاجتماعي.
إن السلطات وهي تتابع قضائيا المخالفين والمستهترين بالأمن الصحي للمجتمع من خلال ما يكفله لها القانون من مسؤوليات فإن في ذلك حرص على صحة وسلامة الجميع، مع التأكيد على وجود بعض الاستثناءات.
ويبقى آخر الكلام هو توجيه الشكر الحار على من برابط في المستشفيات والشارع العام من رجال السلطة ورجال النظافة وأصحاب المحلات التجارية وغيرها من الخدمات الضرورية ، التي تخدم المواطن ، وهذا كله من أجل سلامة الوطن في ان يخرج قويا من هذا الوباء الفتاك بالبشرية، لكن ليس بترويج الأخبار المغلوطة والتأثير على عقول وعواطف المتلقي، فالإنسان في حاجة إلى تلقي إبداع حقيقي، وهو الذي يدوم وليس بتقديم إبداع فارغ المحتوى بدعوى التنفيس عن النفس تحت ذريعة تقديم الأخبار او السخرية، التي هي الأخرى لها قوعد، وهما معا براء من أصحابها.