“السماء الحزينة” قصة قصيرة ليوسف خليل السباعي

تأليف الكاتب والصحفي: يوسف خليل السباعي.

في ليلة غاب عنها القمر، أحس عادل أن السماء انحشرت في قلبه.
لم ينبس… ولم يستطع أن يخرجها، استخدم كل الأدوات: بدءا من السكين، وختما بالمنشار، لكنها لم تخرج، وبرغم غزارة الدم الذي كان يسيل من قلبه لم تخرج.
كانت سماء حزينة كموج البحر..
لم يعثر عادل على أي حل، ظل يفكر، ويثغثغ…، من دون أن ينتبه لغزارة الدم الذي سد فضاء غرفة النوم الأرجوانية.
نهض بتؤدة، تأمل حذاءه الأسود الدامي الطويل, تذكر أنه لم يبدل لباسه. كانت عيونه العسلية الثاقبة تراقب الحذاء، الذي يكاد بلتصق بزليج الغرفة، تمشى ببطء إلى المطبخ، فتح باب الثلاجة، فاندهش. كانت الثلاجة فارغة كفؤاد أم موسى. لم ينبس…، فقط، انتبه إلى أن الدم يسيل منه بإفراط، كان الدم يتدفق من قلبه، وبرغم هذا لم تخرج السماء منه، ظلت متشبثة به كأنها طفل يتشبث بذراع أمه حتى لايسقط.
بعد هنيهة، فتح عادل نافذة الغرفة، فإذا بريح شديدة تهب في قلبه كأنها جمرة.

أغلق النافذة.

كانت عيونه… تراقب حذاءه الذي تبدل إلى سحابة سوداء انحشرت في قلبه كغبار.
بغتة توقف نزيف الدم، فاندهش عادل.
ماأبصره كان مرعبا.
كانت السماء قد خرجت من قلبه مسودة كسواد الليل… عانقته بالتصاق، وبلا كلام، اندثرت.

Loading...