بقلم: يوسف خليل السباعي.
البكاء في السياسة حادثة تعلن على أنها وقعت في الحال، وحال السياسة مضحك وليس مبكي، لكن هذا البكاء لايخرج من الباطن، إنه ظاهر، ومحصور في مكان ما، حيث تمارس السياسة بطرقها وأساليبها المعتادة، والمتكررة، والتي قد تبعث على الضحك تارة، وقد تبعث على الاشمئزاز تارة أخرى. هل من يبكي في السياسة هو سياسي محنك أم داهية؟، هنالك فرق، بين السياسي المحنك التي تكون عيونه على حركية المجتمع والتفكير في سبل إخراجه من الليل المعتم، وبين من يمارس السياسة بالبكاء، وبالدهاء.
البكاء ماء ينزل، ليس من السماء، وإنما من العيون، وعندما تتحجر الدمعة في القلب ولاتنزل تكون كالحجرة، أو كالصخرة، ولكن كل دمعة تسيل سياسيا هي أكذوبة، لأنها تنسى بسرعة أمام تدفق نهر الحياة، فالحياة تجري كالماء، ولاتتوقف، إنها تستمر، ولكنها تستحق أن تعاش بعدل وكرامة، وقوة( بالمعنى الفعلي للكلمة)، وإنماء، وليس بالبكاء.
إن البكاء في السياسة حاضرا ليس إلا استنساخا لبكاء سابق، وهذا اللاحق لايمحي السابق، وهكذا دواليك إلى أن يأتي “الفرج”، ولايأتي الفرج من البكاء، بل بالعمل السياسي الواضح، والشفاف، والديموقراطي، وبالقضاء على الفقر والبطالة والإذلال والتسلط والإفساد والتراتبية والبيروقراطية والإسراع في تيسير المساطر والدفع بعجلة النهضة والتطور المجتمعي والتنمية التي يكون فيه الإنسان في الدرجة الأولى، وكذا تحقيق الحريات وتشجيع البحث العلمي الرصين والاعتناء بشكل كلي بالأوضاع الصحية والتعليمة والتكوينية والثقافية.