للمساعدة في مكافحة كورونا.. رئيسة وزراء نيوزيلندا تخفض راتبها بنسبة 20%

تحرير: يوسف خليل السباعي.

الحقيقة أننا الآن أمام مبادرة طيبة لرئيسة وزراء نيوزيلندا التي خفضت، حسب ما أوردته CNBC Arabia، راتبها بنسبة 20 في المائة، وذلك للمساعدة في مكافحة هذه الجائحة اللعينة: فيروس كورونا، فالأمر لايتعلق بدعاية، وإنما بواقع فعلي، لأن رئيسة وزراء نيوزيلندا لاتحتاج إلى دعاية، وإنما هي تدرك بوضوح وشفافية أن منصبها الحكومي يجعلها واعية بأن المال ليس هو كل شيء، وأن المساندة في هذه الأزمة لابد وأن تكون عملية، إن المال كالماء سائل، أو سيولة، وأنه لم يستعمل، حقيقة، إلا لينفق، ولا حاجة لتخزينه، فمن يخزن المال في وقت الأزمة ليس إلا بخيل. هناك ناس يخزنون المال ولاينفقون منه إلا القليل، ويحسبون أن المال يدوم. قلت إن المال سيولة، وهذه السيولة لابد لها من العبور، وهذا العبور لايمكن أن يكون عبورا عشوائيا، بل عليه أن يكون عبورا عقلانيا، متوازنا، ونافذا. ماذا يعني ذلك؟… إن الأمر سيكون بسيطا للغاية عندما يضحى عبور المال كبيرا لمن يعيشون في عوز وبؤس وفقر ولمن تعطلت أعمالهم، ويعيشون، في زمن هذه الجائحة، التي تحصد الأرواح، برغم تعافي بعض المصابين بها في وجع، وما أكثر الأوجاع!

إن مبادرة رئيسة وزراء نيوزيلاندا هي أنموذج، و هي تقدم رسالة، قد تكون مقصودة أو غيرمقصودة، للآخرين، ولكنها في الوقت نفسه تظهر كرما وتنازلا عن مال لاينفع تكديسه (إنها تنازلت عن 20 في المائة من راتبها أو خفضت منه). وهذا ما نحتاجه في هذا الوقت.

في تاريخنا العربي كان هناك إسم يضرب به المثل في الكرم هو حاتم الطائي كان كريما وسخيا للغاية، ولم يكن المال بالنسبة إليه ثروة ينبغي تخزينها أو ادخارها. كان أنموذجا للعطاء كقيمة (بالمعنى الحقيقي للكلمة)، وليس كافتخار. فالمال ليس فخرا أو افتخارا، ولابذخا أو ترفا أو(تبادلية) ما، أو شيئا يؤكل. إنه إنفاق وسيولة وعبور، وفي هذا العبور تتحقق قيمة المال.

Loading...