بعد ترامب ورؤساء دول أخرى أستراليا تضغط على الصين وتطالب بالتحقيق في أصل فيروس كورونا المستجد وكيفية انتشاره
يوسف خليل السباعي
ستظل الصين تتحمل تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أنها لم تصرح إلى حد الآن بالحقيقة التي تتكتم عنها، ومسؤولة عنها بهذا الشكل أوذاك، على اعتبار أن فيروس كورونا ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، ثم انتشر في باقي دول العالم مخلفا الملايين من الضحايا وخسائر كبيرة في الأرواح والاقتصاد وإدخال العالم في حجر صحي، وعزل، وطوارئ صحية، ولم تسلم الصين منذ البداية من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضغطه عليها، حتى اليوم، بالتصريح بأرقام ضحاياها، والإفصاح عن حقيقة هذا الفيروس اللعين وأصله، حيث أصبح الرأي العام أو السائد عائما في بحر الوهم، والسراب، بل وحتى السؤال عن أصله، هل يتعلق الأمر بأحد مختبرات الصين، أم أكلة الخفافيش، ماجعل الكل في حيرة، وصدمة لاتوصف، لأن الصين لاتريد أن تفصح عن الحقيقة وتطويق هذا الملف الذي سيظل، في حالة عدم معرفة الحقيقة، عالقا، وملتبسا.
وفي حقيقة الأمر، فإن هذا الملف الشائك يعرف نقاشات واسعة وجدالات ظاهرة بين مجموعة من الأطراف الدولية، وأصبح مثار تساؤلات ومحاورات ومواصلات عديدة على المستوى الإعلامي والسياسي في ظل هذه الأزمة العالمية التي ستكون عواقبها وخيمة على البشر والاقتصاد.
والآن طلع علينا مدير مختبر ووهان ينفي الاتهامات الأمريكية بشأن تصنيع الصين لفيروس كورونا ويؤكد: “من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادرا عنّا”، وهو الأمر الذي يحتاج إلى حجج دامغة، ولكن مادام هذا المدير الصيني صرح بذلك، فإنه لم يقل سوى نصف الحقيقة، ومعلومة مبتورة، بمعنى أنه لايتجاسر على قول الحقيقة، لأنه لا يمتلك الصلاحية في ذلك، على اعتبار أن الحقيقة يجب أن تصدر، في تفصيلاتها عن الرئيس الصيني شي جين بينغ، وإلى أن يحين ذلك الوقت لابد من الانتظار… وهذا الانتظار قد يقصر أو يطول، ولايمكن التكهن بما سيحدث مستقبلا خصوصا وأن فيروس كورونا المستجد، برغم معافاة البعض منه، فإن البعض الآخر يموت.
صفوة القول، أن الضغط سيزداد في الآونة الأخيرة على الصين من بعض الدول لأجل الكشف عن الحقيقة، وهي ورقة الآن لم تصبح في يد ترامب بمفرده، والذي يعتبر البعض أنه يلعبها سياسيا لهدف انتخابي، وهذا أمر لايهمنا، ولكن مايهمنا أساسا هو الحقيقة. وها هو الضغط على الصين لم يعد منحصرا في مايصرح به ترامب في مؤتمراته الصحافية، التي يعقدها باستمرار، في مواصلاته مع الصحافة، وإنما يأتي أيضا من أستراليا التي انضمت إلى قائمة الدول التي تمارس الضغط على الصين بسب إدارتها لأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث طالبت بالتحقيق في أصل الفيروس وكيفية انتشاره.