البيت الأبيض يلغي المؤتمر الصحفي ليوم السبت للرئيس الأمريكي ترامب

يوسف خليل السباعي

اعتادت معظم القنوات التلفزية على نقل المؤتمرات الصحفية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حد أن هذه المؤتمرات أصبحت عادة مع بدايات تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19)، ولايمر يوم إلا ورجال ونساء الصحافة ينتظرون على أحر من الجمر ماسيصرح به ترامب، ومن الطبيعي جدا أن هذه المؤتمرات، التي أصبحت من المبادهات، تعرف الشدة والخفة المعهودتين في ترامب مع الصحفيين، إذ غالبا مايتعامل مع بعضهم على أنهم يتعمدون المبالغة أو التزييف حتى لا ٱقول الكذب، ولكن، من وجهة نظر أخرى، يمكن القول، أن الصحفي لاينقل سوى المعلومات التي يحصل عليها، ليس كتابة، وإنما شفاهة من ترامب،. الحاصل هو أن ترامب يتضايق من بعض الأسئلة التي يطرحها عليه بعض الصحفيين، وقد تكون جريئة، وهذه الجرأة في صميم السؤال أو الأسئلة هي التي تحرج ترامب، وهكذا يتصرف بطريقة من الطرق المستفزة للصحفيين، لكن الأمر سيتغير الآن إلى حد أن ترامب سيغرد على تويتر بعد إلغاء البيت الأبيض للمؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده السبت (بالأمس) من طرف الرئيس الأميركي حول مستجدات كورونا فيروس المدمر، والذي أوردته CNBCArabia حيث كتب: “ما جدوى عقد مؤتمرات صحفية في البيت الأبيض إذا كانت وسائل الإعلام المريضة لا تطرح سوى الأسئلة العدوانية ثم ترفض نقل الحقيقة أو الوقائع بدقة، وتحصل على رقم قياسي من المشاهدين، والشعب الأميركي لا يشاهد إلا الأخبار الزائفة.

(هذه المؤتمرات) لا تستحق الوقت والجهد!”. وفي رأيي الشخصي، أن الصحفي في أي مؤتمر (أو ندوة) صحفي يقوم بعملية الانتقاء، بمعنى أنه لايتعين عليه أن ينقل مايقوله حرفيا ذاك الشخص، إلا في حالة البث المباشر، وهذه قضية أخرى، لن أدخل في تفصيلاتها، وأن الصحفي عند الكتابة يملك أسلوبه الخاص في التعامل مع المعلومة ونقل الخبر، لأنه لن يتكلم كلام ترامب، وإنما يتكلم حسب خط تحريري معين يسلكه، ومن هنا تنشأ المفارقة التي تجعل من عمل السياسي والصحفي أمرا متباعدا ومتناقضا، فالسياسي قد يقول كلاما، أو يصرح بتصريح محدد، والصحفي ينقله بطريقة ما، قد يكون هو ماصرح به ترامب بلاوعي منه، على اعتبار أن المؤتمرات الصحفية التي يعقدها ترامب تتعلق بالأساس بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يستدعي القول في ماهو علمي وطبي، وهو دور المتخصصين، وليس السياسيين، وهكذا فإن السياسي قد يتكلم في الموضوع، ولكنه لن يكون في مستوى العالم أو الطبيب، وكان ترامب قد منح المتخصصين في مؤتمرات سابقة الكلام في موضوع يتعلق بالجوانب العلمية والطبية، ولكن كسياسي قد يقع في زلة حين يتكلم في الموضوع.

أما بخصوص الأخبار الزائفة، فهذا موضوع خطير جدا، ومزعج، وكيفية محاصرته، بهذا الشكل أو ذاك، أمر لامفر منه. فتزييف الحقائق والمعلومات ونشر الأكاذيب ليست من مهام الصحفي، وإنما المتلاعب بالأخبار والمشوه للمعلومات بل والمختلق لها والذي يكون له هدف واحد، وواضح هو التشتيت وزرع البلبلة، وقد يستفيد منه خصوم السياسي ويستعملونه ضده في الانتخابات!

Loading...