كورونا تعجل رغبة الهواة في إنهاء الموسم

صدى تطوان

إذا كانت بعض فرق النخبة، تجتهد في زمن كورونا بوضع فرضيات استئناف البطولة، ليس بالمستحيل وجهزت لاعبيها ببعض المعدات الرياضية أو الذين يتوفرون عليها في بيوتهم من أجل القيام ببعض التمرينات من خلال توجيهات مدربيهم، وإن كان هذا الاشتغال يبقى محدودا مقارنة مع ما ينجز على أرضية الملاعب رغم ما يعتقد معه بعض المدربين من أن هذه العملية ناجحة ..

وبالمقابل، فإن الأخبار المتداولة في وسط بطولة الهواة لا تصب في هذا الاتجاه، وكل ما أقدم عليه عدد من المسيرين توجيه عريضة إلى رئيس عصبة بطولة الهواة من أجل إنهاء الموسم حيث لا نزول إلى الأقسام السفلى لكن هناك صعود، وهذا ما عبر عنه موقعو العريضة، وهو أمر بطبيعة الحال سيحظى بالترحيب من الفرق المهددة بالنزول.

جمال السنوسي رئيس عصبة الهواة لكرة القدم لم يتأخر في الرد على هذا الملف من أن الحسم فيه ليس بيده وإنما بيد رئيس الجامعة، التي فرضت عليها جائحة كرة القدم التريث وعدم الخوض في الموضوع لا بالإشارة ولا بالتلميح، لأن الأساسي الآن هو الحفاظ على الأرواح البشرية.

ما يحسب لمكتب الهواة هو تسريعه بتوزيع الشطر الثالث من المنح لفائدة الفرق التي تشكل بطولة الهواة، الذي يصل عددها إلى 106 فريق، وذلك بالتخفيف من معاناة اللاعبين والمدربين المادية، وهي مناسبة لم تكن تمر بدون مشاكل حيث وجه جمال السنوسي رسالة شديدة اللهجة إلى المتلكئين من المكاتب المسيرة في توزيع هذه المنح على اللاعبين والمؤطرين كما لم يفوت جمال السنوسي الفرصة بالقول من إن المسيرين، الذين لا يستطيعون تدبير الأمور في أوقات الشدة عليهم بالرحيل.

وفي ظل هذه الأجواء، التي فاجأت الجميع لم يتم الحديث عن الفاعلين في بطولة القسم الثالث والرابع، الذين يعانون في صمت، فهم تنظيميا تابعون للعصب، لكن ربما باستثناء إقدام عصبة سوس على التفكير في الموضوع في أفق توزيع بعض المساعدات المالية على الحكام وأطرها، التي تعمل بهذه العصبة، فإن الباقي لم يسمع عنه أية مبادرة.

هي وضعية حاصرت الفاعلين في كرة القدم، وقلصت من هامش التخطيط وتدبير العملية، لكنه واقع تعيشه كرة القدم الوطنية في جميع أقسامها وبدرجات متباينة في التدبير من لدن المكاتب المسيرة، التي ربما وجدت في المطالبة بإنهاء موسم الهواة حلا ينهيها من “صداع” مباغت، لكن هذا الحل هو سابق لأوانه، لاسيما وأن أقسام الهواة دخلت بطولتها الشوط الأخير. صحيح أن إمكانات فرق النخبة هي ليست بفرق الهواة، لكن الاكتفاء بالاقتصار على سيناريو واحد بإنهاء الموسم يظهر محدودية التخطيط، كان الأجدر أن تقدم فرضيات متعددة لمكتب عصبة الهواة، وتكون مقاربة الحسم في إنهاء الموسم الرياضي من ضمن الاقتراحات الموضوعة على طاولة مكتب عصبة الهواة، ففي القارة العجوز تتنوع السيناريوهات في إكمال الموسم الرياضي، حيث يتضح أن التوجه يسير نحو استكمال البطولة ولكن بشروط مقيدة مع موافقة السلطات الصحية، التي تبقى لها كلمة الفصل في الموضوع، وإن كانت فرنسا حسمت أمر بطولة الهواة، وأنهته وهو ما جعل أصحاب عريضة بطولة هواة كرة القدم الوطنية يخطون عريضتهم.

على أي الأمر معقد، عقده كوفيد 19، الذي أثر وسيؤثر على مجالات مختلفة، لاسيما في الشق المالي، وهو ما قد يظهر مع الوقت بتخفيض أجور المتداخلين في اللعبة كما يحدث حاليا بالبلدان الأوربية، وإن كان اختلاف بين ما يجنيه اللاعبون والمدربون بالمغرب من مداخيل وما هو معمول به خارج الحدود، لكن لا يمكن إبعاد هذه المقاربة عن كرة القدم الوطنية، وقبل هذا الملف، أو ذاك فإن الهدف الأساسي الراهن هو حصر انتشار وباء كورونا، وعودة الحياة الطبيعية، ليس إلى حالها السابق، وإنما بالتدرج.

Loading...