يوسف خليل السباعي
ستحظى جريدة “تمودة تطوان” للمرة الثالثة في شخصي كعضو في هيئة تحرير الجريدة بتكريم من طرف رئاسة نادي المغرب التطواني ومكتبه المسير، بعد تكريم كلا من الزميلين أنس الحسيسن وياسين البردوني.
وكان هذا التكريم، يمثل بالنسبة إلي استثناء، حيث إنه “تكريم جماعي”، ذلك أنه يأخذ طابعا كرنفاليا، بل وحتى على المستوى الإعلامي، يأخذ حيزا فضفاضا كبيرا، حيث يصبح النشر غير محدود في عالم أصبحت المواقع والجرائد الإلكترونية والرقمية تسير بسرعة البرق، وينتشر بها الخبر قبل أن يرتد لأي واحد منا طرفه، إضافة إلى ما نشر بالصحافة المكتوبة في الموضوع.
وفي حقيقة الأمر، كانت” تمودة تطوان” تواكب، بشكل فعلي، وبصورة حقيقية، كجريدة محايدة، وكجريدة مثابرة، كل أخبار فريق المغرب التطواني، وكانت سباقة لإنجاز عدد خاص بالبطولة الاحترافية التي فاز بها الفريق المذكور.
كان هذا التكريم، كما قلت، ذا طابع جماعي، حيث احتفي ببعض الوجوه الإعلامية الفعالة، وذلك على هامش اتفاقية شراكة بين الراعي الرسمي L G، والمغرب التطواني، وهو أمر لم يسبق لأي مكتب مسير لفريق رياضي أن فكر فيه بهذه الطريقة.
وكنت أتصور حينئذ أن كل تكريم فردي، في تصوري الشخصي، هو تكريم غالبا ما يغلب عليه طابع ” الأنانية”، في حين أن التكريم الجماعي يكون تكريما احتفاليا وجماليا في الآن عينه، إنه يضفي على الإنسان نوعا من السعادة، بحيث لا يصاب الإنسان ب ” جنون العظمة”، كما وقع، لأشخاص أعرفهم شخصيا، أصيبوا بهذا النوع من المرض النفسي، ولو أن عطاءاتهم محدودة جدا، بل وضعيفة. ففي التكريم الجماعي تذوب الذات في الجماعة، ولا يصاب أحد بالغرور، ولا يحس بأنه هو المكرم، وإنما الآخر.
وأنا هنا (أستدعي اللحظة)، وفي لحظة التكريم، أحسست بأن شخصا له الفضل علينا، نحن الصحفيين، حاضر بروحه معنا، إنه شهيد الصحافة الجهوية، رفيقي وأستاذي في مسيرتي الصحفية بجريدة “العلم”، ومؤسس جريدة “تمودة تطوان”، المرحوم عيد السلام ماشان، الذي ينبغي ألا ننسى، دائما وأبدا، عطاءاته في الحقل الصحفي والإعلامي بتطوان خاصة والمغرب عامة، وإليه أهدي هذا التكريم.
وفي حقيقة الأمر، كنت، في ذلك الوقت، أتمنى من إدارة الجريدة، وبتنسيق مع المكتب المسير لفريق المغرب التطواني، التفكير في إحياء يوم دراسي نخصصه لهذا الفاعل الإعلامي الكبير عبد السلام ماشان الذي كان صحفيا مقتدرا وجادا وأعطى الشيء الكثير لهذا البلد في مجال تخصصه، ولكن، مع الأسف، لم يحصل شيء من ذلك، بل وحتى عمر الجريدة في البقاء لم يكن طويلا، ففي 2015، قفلت بابها.