من ذاكرتي الصحفية: تجربة “مغرب الشمال” لمديرها حكيم شهبون

الحلقة الخامسة

يوسف خليل السباعي

ثمة تجربة صحفية فريدة، لابد من أن أوثق لها، على اعتبار أنها تجربة كان لها دورا صحفيا تاريخيا في مدينة تطوان وغيرها من المدن الأخرى، ويتعلق الأمر تحديدا بتجربة جريدة ” مغرب الشمال” ، التي، مع الأسف، لم تستمر نظرا لإكراهات مادية بالأساس، واشتغلنا فيها بكل جهد وتفان وإخلاص والتزام. هذه الجريدة التي لوكانت وفرت لها الإمكانيات المطلوبة لحققت المراد منها، خصوصا وأن خطها التحريري كان متزنا وبعيد الغور، في ارتباط عضوي بقضايا ومشاكل المواطنين بالمدينة.

كانت” مغرب الشمال” تمارس فرادة قوتها بإرادة، بلا مهادنات، ولاتنازلات، في الكشف عن البؤر السوداء وفضح الإفساد، وتنوير الرأي العام بحقائق المرحلة التي كانت صعبة. ولم نكن نحن، وبقيادة، الرجل الرائع، المتفتح حكيم شهبون أبعد عن هذه الصعاب، وبرغم المضايقات والإكراهات استطعنا بوسائل وإمكانيات ضعيفة إصدار 12 عدد فقط من جريدة ” مغرب الشمال”.

وفي حديث ودي أخيرا مع حكيم شهبون، قال لي إنه سيحاول جاهدا توثيق هذا العمل الصحفي وهذه التجربة التي كانت لها بصمتها التي لن تنسى، وأعتقد أن حكيم شهبون بمستطاعه أن يقوم بهذا العمل مادام يتوفر على الأرشيف الخاص بهذه الجريدة التي عشنا فيها أوقات فرح وانفعال وأعطينا كل ما في وسعنا لإخراجها إلى النور، برغم مغادرة عبد السلام ماشان رحمة الله عليه لها، بسب من الأسباب لايمكن لي الإفصاح عنه، وهو أمر شخصي، ولايحق لي التحدث عنه، وبالتالي هو من أمر الماضي، وكانت مطبعة الهداية بتطوان مكان طباعة جريدة “مغرب الشمال” التي ساهمت مع صحف محلية وجهوية أخرى في تعرية الأوضاع التطوانية وغيرها في ذلك الوقت انطلاقا من عمل صحفي مهني متقن.

Loading...