يوسف خليل السباعي
في رحيل الصديق الصحافي الإسباني جون مورغان، كتبت –ذات صباح- هذا الكلام النابع من القلب، وقد علمت أنه ترجم إلى الإسبانية:
تلقيت هذا الصباح نبأ رحيل الصديق العزيز الصحافي الإسباني جون مورغان من طرف الزميل “جواد الكلخة” ببالغ التأثر، وهو الذي لم يكن يترك مؤتمرا صحفيا نظم سواء بالمغرب أو إسبانيا إلا وحضره، رغم الإعياء الذي كان يشعر به من وقت لآخر، لكنه كان لا يظهر إلا صلابته وقوته التي تنم عن روحه الطيبة التي تحلق الآن في الأعالي.
ماذا يمكن أن أقول لك جون، في هذه المناسبة الأليمة، فأنت كنت طيب القلب، ودودا، لا تفارق الابتسامة محياك أبدا، محبا لنا نحن المغاربة القادمين من البحر لمعانقتنا بكل مودة، وإذ ترحل في هذا الوقت العصيب، من غير أن تودعنا، ومن غير أن نراك، ندرك تماما أنك باق معنا إلى الأبد. قد يغيبك الموت، لكن صورتك وخصالك الطيبة، ستظل ماثلة في مهجتنا.
جون مورغان، الملقب بالحاج،، كما كتب عنه الزميل الشاعر عبد الحق بن رحمون كان “شعلة متوقدة ووردة متفتحة كله شباب يشع من وجهه بالمحبة والطمأنينة، فجون ولي من أولياء الله، وواحد متخشع بالمحبة والسلام والحرية وحديثه دوما مشوق فيه كثير من المغامرة قد خبرها في مهنة خطيرة جدا، وهي مهنة المتاعب والتي من مواصفاتها أنها تبحث دوما في منطقة التوتر التي تعرف اللاطمأنينة”.
لقد أحببناه ” نحن الصحفيين المغاربة الذين كنا نشارك في المؤتمر الصحفي للضفتين، وابتسامته ولطفه وحديثة الجميل، حيث صار واحدا منا منذ عرفناه والتقيناه أول مرة، نحن الصحفيين المغاربة. وكلما التقيناه في دورة من المؤتمر الصحفي الذي تنظمه جمعية صحفيي جبل طارق والجمعية المغربية للصحافة”.
“جون وداعا أيها الصديق ياعاشق الشعر وعاشق الحياة”.
صديقي جون، وأنت في الأعالي، علمت أخيرا أن عبد الحق يفكر في كتابة قصيدة” آتية على حصان تتلقف عكازك الذي كنت تهش به على أخبار وقضايا العالم”. وأنا بدوري كتبت رواية “روندا أرض الأحلام”، أستحضر فيها بعض قسمات هذا الرجل العاشق للمغرب للحياة وللسلام.
“جون مورغان وداعا أيها الصديق ياعاشق الشعر وعاشق الحياة”.
الصورة: تظهر –في الأمام- يوسف خليل السباعي، وفي الوراء جون بلحيته البيضاء، مبتسما، مع أصدقائه في زيارة لإحدى المنشآت.