يوسف خليل السباعي
خذني لارتاح في عينيك من غبار الحرب وتعب اللجوء…
أن أقرأ هذه الجملة هكذا فهي تلذ لي. ماذا لو سبرت أغورارها!؟…
ماذا تقول لي هذه الجملة!؟…
سأحاول أن أقف متوجسا عند كل كلمة على حدة: خذني تعني أنا بين يديك، كلي لك، هاهنا سلبيةما، لكنها لن تتوضح، إلا في الراحة وفي عينيك، هاهنا ينبثق التنفس وتتجلى الروح ويتمظهر الحب، فالعيون مرآة الروح، وجوهر الحب، فعيون المحبوبة هي جوهرة ثمينة، كأنني أشعر بالمحب يقول لمحبوبته: خبئيني في عينيك!.. ماذا يأتي بعد؟..، الغبار، لكنه ليس أي غبار، إنه غبار الحرب، وهو مانتركه وراءنا من أشياء أو أشخاص لانحبهم، ولعل الحرب تدمر، وتترك أثرها: خراب ودم… لا الحب الذي هو فيض العشق والهوى والغرام، وصمت القلب، في هذا المستوى، هناك من الكتاب الذين لايفرقون بين الحب والحرب، حيث يتحدان ويتماثلان. ويتشاكلان (رواية الحرب والسلام لتولستوي)، ولكن في هذه الجملة يغدو الحب، ذلك المسكوت عنه، ذلك الحب الذي تعب من اللجوء، بمعنى الاستقرار، والحماية من أي تهديد أوحرب: ذلك السلوك البشع للبشر.