يوسف خليل السباعي
قرأت، ذات يوم، في موقع إلكتروني فتي… مقالا من غير توقيع، من كتبه؟ ربما، سقط إسم صاحبه سهوا، وفي الغالب هو مكتوب من طرف هيئة التحرير… (وهذا أمر لا يهمني على الإطلاق). لكن ما يهمني هو صحافة “الانتخاب” التي كانت تنتهجها هذا الموقع الإلكتروني في التعامل مع الحدث الثقافي، إذا صح القول، وتتعامل مع ” الحدث”، كما هوحال تعاملها مع أي عملية انتخابية ذات طابع سياسي “صوت على هذا ولا تصوت على ذاك” وإذن، كان يتعلق الأمر بتغطية صحفية لحدث ثقافي خلال أيام عيد الكتاب بتطوان، وهذا الحدث هو تقديم شهادات إبداعية لكل من الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس، والروائي والقاص يوسف خليل السباعي، والزجال عبد العزيز الموصمادي رحمة الله عليه في اختتام فعاليات هذا العيد، غير أن من كتب المقال الموسوم ب “الشاعرة الميموني تسائل جنس الشهادة الأدبي و الشاعرة بنيس تصرخ شعرا ضد الموت”، كتب عن الشهادة الإبداعية التي قرأتها الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس، عن طريق استعماله لطريقة “الانتخاب”،حيث ركز على شهادة الصديقة الشاعرة المتألقة بنيس وهمش شهادتي كل من الروائي يوسف خليل السباعي وعبد العزيز الموصمادي، ولمن سيقرأ المقال سيكتشف هذه الطريقة- لامحالة- في التعامل مع الحدث الثقافي. وهذا، في حقيقة الأمر، لا يحط بتاتا من القيمة الإبداعية لكل من يوسف خليل السباعي و عبد العزيز الموصمادي، التي ربما، لأسباب ما، ربما شخصية، أو صراعية- إذا صح القول-، جعلت كاتب المقال يكون مع فاطمة وضد يوسف وعبد العزيز، وأنا هنا لا أحب أن تؤول فاطمة الزهراء بنيس (الشاعرة المحبوبة) ما أكتبه على أنه موجه ضدها. أبدا… إن الأمر يتعلق بعملية انتقائية، أو لأقل، بكل صراحة، انتخابية، موجهة، لصاحب المقال في أن يكون مع أو ضد منذ الوهلة الأولى، وحتى قبل حضوره لتغطية الحدث الثقافي المذكور.
وفي إعتقادي، أن كل تراجع إعلامي سببه التعامل مع الحدث الثقافي أو أي حدث كيفما كان نوعه من منطلق ذاتي محض، وبالتالي، استخدام أداة ” الانتخاب” في الصحافة، الأمر الذي يدل على قصورما، بل وحتى انعدام النضج عند من يكتب.
ويبقى، في آخر المطاف، الباب مفتوح على تأويلات شتى، وكل كتابة كيفما كانت لا تكون بريئة، وإن كل تقسيم ليس بريئا، أو كما قيل: قل لي كيف تقسم الأشياء، أقول لك من أنت.
إن كل حدث ثقافي يخلق مساره الخاص، أو يحفر مجراه… ومع ذلك، أؤمن بالاختلاف. فمن يمارس لغة الانتخاب، والتمييز، والتهميش، يكون مفعولا به لا فاعلا، لأنه ذاق جمر التمييز والتهميش، هو، أيضا.
وكما قال لي – ذات مساء- الصديق الكاتب والمترجم رشيد برهون: ” أنت أكبر من أن يهمشك أحد”.