الفنان التشكيلي محمد الجعماطي: نحتاج إلى علماء الاجتماع والنفس للنظر في تحولات المجتمع تحت الحجر

يوسف خليل السباعي

كتب الفنان التشكيلي محمد الجعماطي، في صفحته على الفيسبوك، قبل قليل، موضوعا في غاية الأهمية، لم يسبق حتى للمحللين السياسيين، الذين تمتلئ بهم الشاشات الصغيرة، أن تطرقوا إليه بهذه النظرة المتبصرة للواقع الاقتصادي والسياسي في بلادنا، وهي نظرة تقارب الحقيقة المجتمعية وتحللها بطريقة ذكية وملفتة للنظر، والأمر نفسه ينطبق على أصحاب الأقلام والفكر والثقافة والفن المحتشمين، مما يبين بجلاء هذا الاهتمام الناذر الذي يأتي من تبصر فنان تشكيلي مباغت، كتب محمد الجعماطي، متسائلا بنباهة: ” كيف ينظر لأدوار قد تلعبها النخب السياسية والاقتصادية تحديدًا، لأن اللجنة الاقتصادية التي نراهاونحن في الحجر تتكون من وجوه بارزة لباطرونات المغرب، منها من يمكنه التأثير بحكم قوة رأسمال “هولدينگاته” في بسط سيطرته الشبه مطلقة دون منافسة حقيقية في الواقع الإقتصادي، مما سيمكنه من الظفر بمشاريع “قوانين” تخدم مصالح منتوجاته خاصة الاستهلاكية منها، وهذا ما أثار جدالا افتراضيا كذاك حول قوانين تجريم التحريض على المقاطعة و فضح جودة المنتوجات، مما يعتبر مسًا خطيرًا بحرية التعبير و حقوق الإنسان”.

ومن ثمة ينتج سؤال “التضامن الوطني” الذي ربما، كما كتب محمد الجعماطي، تستغله طبقة الرأسماليين الذين هم جزء من المنظومة السياسية التي تدير الأزمة، التي تبسط يدها وتجني في نوعية قطاعات شركات تملكها أرباحا طائلة في ظل الجائحة.

هذا ويضيف الفنان التشكيلي محمد الجعماطي، الذي يتوافر على خزان فني وتشكيلي راكمه من خلال إبداع لوحات تشكيلية متنوعة يلامس فيهاالمتلقي/ المشاهد نبض المجتمع وشرايين السياسة وتقارب الكائن البشري والفضاء والمحيط من خلال حساسية فنية تعبيرية جديدة، ورؤية تشكيلية متجددة ومتحولة تساير مجريات المجتمع وتحويره فنيا، “الآن، ومع تطور التعامل المجتمعي مع الجائحة، من أهمها ظهور الوجه الحقيقي البشع ل “الخوصصة” الذي لا يهمه شيء سوى جني المال الوفير، التي أنتجت مؤسسات في قطاعات منها الصحة و التعليم كمجالات حيوية و استراتيجية، التي تريد بدورها “حصتها” من صندوق الجائحة، واقعة كذاك حركت ردود فعل مستنكرة افتراضية…”.

والحالة هذه، يخلص محمد الجعماطي إلى القول إننا “نحتاج كذاك على مستوى اللجنة العليا المدبرة للأزمة علماء اجتماع و علماء النفس للنظر كذاك في تحولات المجتمع تحت الحجر “.

وهذه النقطة التي أثارها محمد الجعماطي، هي المغيبة والمهمشة، لأن قطاعات ومسؤولين، بل وحتى الغالبية العظمى من الناس تنظر إلى علم الاجتماع وعلم النفس بعين الريبة، والخشية، وهو أمر يدعو إلى القلق الناجم عن تدبير غير معقلن!

Loading...