يوسف خليل السباعي
في العمل الصحفي قد يكون التنوع هام جدا، وذلك لتلافي التكرار، وأنا عملت ونشرت في مجموعة من المؤسسات الصحفية والجرائد، بل وحتى بعض المواقع الإلكترونية، إما كتابة أو تعاونا… أو في إطار إعداد ملفات، وغيرها، وفي مهام متنوعة سواء بجرائد في المغرب أوبجرائد في العراق والأردن والسعودية، وسأتطرق لهذا الموضوع في هذه الحلقات الخاصة بذاكرتي الصحفية.
والواقع أن ذلك الوقت كان يساعد على القيام بذلك، ومن أهم التجارب الصحفية في تطوان، والتي شاركت فيها بكل حب وتقدير، مجلة ” قضايا” التي كان يديرها ويرأس تحريرها بكفاءة واقتدار في ذلك الوقت الصحافي محمد عادل التريكي. وكانت مجلة “قضايا” التي كان شعارها “خطاب جديد لفكر سديد”، وصدر عددها الأول بتاريخ 1يوليوز 2004 وكان مستشار التحرير أحمد المريني تتكون هيئة تحرير ها من محمد الحبيب الخراز ويوسف خليل السباعي وأحمد المطيلي والمفكر المصري حسن حنفي ومحمد صوصي علوي ومحمد أهواري، كما كانت هذه المجلة القيمة تتميز بجانب يتعلق باللغة الإسبانية والذي تكلف بها أحمد مغارة وأحمد الورياغلي حيث كانت بعض الصفحات باللغة االإسبانية.
وفي حقيقة الأمر، كان العمل مع محمد عادل التريكي متميزا، ذلك أنه رجل هادئ ومتفتح ومدقق في عمله الصحفي والإعلامي، وهكذا قدمنا مجلة في المستوى الإعلامي والثقافي والفني، وفي صمت، بعيدا عن الأنانية والغطرسة والادعاء،كان يتم هذا العمل في صمت ونكران للفردانية المفرطة، في نطاق عمل جماعي متكامل. بيد أنه، مع الأسف، قد توقف نشرها في ماي 2007 لظروف مادية تتعلق خصيصا بالطباعة التي كانت تكلفتها مرتفعة، وكانت مجلة ” قضايا” تطبع بمطبعة الهداية لصاحبها يوسف الحداد القريب مقرها من المعهد الثقافي الفرنسي بتطوان، ثم بعدها مطبعة “الشويخ”، في ذلك الوقت. وكانت تحتوي على أبواب، منها باب (“قضايا فكرية”) لكاتبها محمد عادل التريكي وهو مشروع اشتغل عليه منذ 1997 حتى الآن وباب خاص ب “التاريخ” لمحمد الحبيب الخراز و”قضايا جهوية” لأحمد المريني وقضايا موسيقية لمصطفى الحماضي وقضايا مسرحية للهواري وقضايا قانونية للمحامي الحبيب حاجي، علاوة على قراءة في كتاب لمحمد صوصي علوي، أما باب الشعر فكانت الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس مكلفة به، وكذلك علم النفس لأحمد المطيلي، والطب لدكاترة مختلفين حسب التخصص وقضايا سياسية للبقالي القاسمي، أما أنا فكنت متخصصا في قضايا فنية وأنجزت حوارات مع فنانين، فيما كان حمو السريري رحمة الله عليه المراسل الصحفي للوبنيون بتطوان يكتب في قضايا باللغة الفرنسية.
وصفوة القول، أن هذه المجلة الإعلامية، لولا الظروف المادية لماكان لها أن تتوقف حيث كانت تتميز بتنوع أبوابها والقيمة الفكرية والصحفية والإعلامية للمكلفين بها، فضلا عن تنوع قضاياها ومواضيعها المتشعبة والمتكاملة، وكانت توزع تنويريا على الصعيد الوطني، وهي شهرية شاملة كانت تصدر من تطوان على حساب محمد عادل التريكي الخاص.