يوسف خليل السباعي
لم تكن “إسكندرية نيويورك”، ليوسف شاهين، أتحدث عن الفيلم، عزفا منفردا علي ناي أمريكا. لم تكن نوسطالجيا، ولكن تعرية لأميريكا ذات الوجهين:
أميريكا الرومانتيكية العذبة لمرحلة قديمة وأميريكا الستالونية. أميريكا البنت الرقيقة المثقفة وأميريكا القوة بالمعني السلبي والعنف والمسدس والطائرات الحربية.
وحتى ذلك الولد الذي هو من صلب البطل الذي يمضغ العلكة، العنصري، والذي لايحترم والده يغدو إبنا زائغا عنيفا.
“تف للبانة من بقك وكلمني هكذا يقول له محمود حميدة في دور مخرج فيلم “المهاجر”.
الولد لايريد أن يعترف بوالده لأنه عربي وله تصور أن العرب إلي حد الآن يركبون الجمال. لاوجود للجمل في تخييله، فقط، بل، كواقع فعلي.
هنا يبرز المخرج يوسف شاهين تلك المفارقة الغريبة وهي أن الأميريكي يصنف ويحكم مسبقا ويقرر وينفذ وهذا مايفعله ترامب اليوم.
في إحدى قصائده يكتب محمود درويش الطائرات تطير من غرف مجاورة إلي الحمام. وهي فعلا كانت في حمامنا، والحمام سري، حميمي، دافئ. ومع ذلك، تقتحمه القوة العنيفة التي تفعل ماتريد، ولا يوقفها أحد.