من ذاكرتي الصحفية: نور الشريف، سرقو حتى لحمنا

الحلقة السابعة عشر

يوسف خليل السباعي

شاهدت العديد من الأفلام التي مثل فيها الفنان والممثل الراحل نور الشريف، لا أتذكرها كلها، وهو فنان مثقف، ولايؤدي الدور التمثيلي هكذا بشكل اعتيادي أو عشوائي.

التقيت به في تكريمه بمهرجان تطوان السينمائي، وكنت أود إجراء حوار صحفي معه لجريدة ” العلم”، التي كنت مراسلا صحفيا لها من تطوان، ولكن نظرا لارتباطاته لم أتمكن من إنجاز الحوار الصحفي الذي كنت أحلم به في ذلك الوقت، وكان نور الشريف في قمة التواضع والبساطة.

وفي هذا اللقاء القصير والودي اكتفيت بمنحه بعض النصوص التي كتبتها عن بعض أفلامه، ومنها فيلم “إلحقونا” وهو فيلم يتحدث عن البسطاء في مصر الذين يتعرضون للإستغلال من طرف عصابة إجرامية لها مصحة خاصة ذات طابع تجاري محض، إذ سيقومون بسرقة كلية سائق خاص هو نور الشريف، نسيت، مع الأسف إسمه، في الفيلم.

أخذ نور الشريف قصاصات الجريدة، وشكرني بامتنان، ثم غاب عن نظري.

كان الفنان نور الشريف يقول إن السينما تتراجع ويجب أن نكون مدركين لذلك، و يشجع الأفلام الجادة.

وكان يرى أن القطاع الأكبر من رواد السينما من الشباب، وأن هناك أفلام جادة ومتميزة واستطاعت تحقيق إيرادات تنبيء بعودة السينما الجادة، وكان يتأسف للصعوبات التي يلاقيها الجيل الجديد من الفنانين لأنه لا يعمل إلا في عمل فني واحد في العام، كما كان يحب التعامل مع الأجيال الجديدة وقدم من قبل العديد من الشباب في المسلسلات.
ومن أفلامه المتميزة تمثيله شخصية ناجي العلي الرسام الفلسطيني التي أداها في أحد الأفلام السينمائية حيث يرى أن ناجي العلي كان حاملا لقضية وطنية وقد عرى الواقع العربي الغير قادر على حل القضية الفلسطينية بسبب الخلافات العربية.

وبطبيعة الحال كل واحد منا عنده أشياء تضايقه في الحياة وماكان يضايق الفنان نور الشريف أكثر هو غدر الأصدقاء والكذب والشعور بالعجز التي كانت من أكثر الأمور التي تضايقه في الحياة، حيث صرح غير مامرة بأن عدم القدرة على الفعل شيء قاتل.

مات نور الشريف، وكرمته تطوان سينمائيا، ولكن أفلامه لم تمت!.

Loading...