من ذاكرتي الصحفية: محمد بوزباع والصحافة

الحلقة التاسعة عشر

يوسف خليل السباعي

حظي الفن التشكيلي بتطوان وغيرها باعتناء بالغ عندى على مدى عملي الصحفي، وكما هو معروف، فإن مدينة تطوان تزخر بمبدعين وفنانين تشكيليين مرموقين، ومن بين هؤلاء الفنانين التشكيليين الفنان محمد بوزباع الذي حضر في جريدة “العلم” منذ التسعينيات، وأجريت معه حوارا تعرض فيه لأعماله التشكيلية ورؤيته الفنية، ومنذ ذلك الوقت استمرت الصداقة بيننا إلى اليوم، وأجريت معه حوارات صحفية متعددة ومتفرقة نشرت معظمها في جرائد محلية وجهوية ووطنية، وللحقيقة التاريخية أقول إن محمد بوزباع جريء في حواراته لايتملق لأحد، ولايمسح، كما نقول نحن بالدارجة المغربية، (الكابا) لأحد، كلامه ناري، يوجهه كالسهم، ولايخشى أحدا، وكانت انتقاداته، والتي أنشرها من خلال الحوارات تجر علينا ردود فعل من لدن بعض الأطراف التي لايروقها ذلك، فتنفعل، وتبدأ بيانات الحقيقة تهطل من السماء، والكلام يتشعب ويتلون، ولكن هذا حال بوزباع ينتقد، وهذا من حقه، لأنه فنان محترف، وصريح وجريء. بوزباع هو هذا: قل كلمتك حتى في وجه الأسد.

وبدهي، كانت لي زيارات لمرسم الفنان التشكيلي محمد بوزباع القديم بحي التوتة وهو قريب لمسكني، والجديد الذي يوجد قريبا بأمتار من شارع الجيش الملكي، والجديد أوسع على مستوى الفضاء والعمل، وكنت أرصد كل لحظة، أوقطعة أو مادة، أوكتاب، أولوحات تبين بشكل ملحوظ الحركة داخل هذا المرسم الفني البديع والملون لهذا الفنان الصلب، المتحدي، الذي صنع فنه، وتفرد فيه ( أنظر الصورة).

Loading...